Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 100-106)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار } الآية نزلت فيمن بايع بيعة الرضوان وهي بيعة الحديبية ، وقيل : نزلت في الذين صلوا إلى القبلتين ، وقيل : هم الذين شهدوا بدراً ، وقيل : نزلت في الذين أسلموا قبل الهجرة ، قوله تعالى : { وممن حولكم من الأعراب منافقون } يعني حول بلدكم وهي المدينة منافقون ، الآية نزلت في جهينة وأسلم وأشجع وعفار وكانت منازلهم حول المدينة وفيهم منافقون { ومن أهل المدينة } قوم { مردوا على النفاق } أصرّوا عليه واعتادوه { لا تعلمهم نحن نعلمهم } أي لا يعلمهم الا الله جل وعلا ولا يطلع على سرهم إلا الله تعالى لأنهم يبطنون الكفر ويظهرون الايمان { سنعذبهم مرتين } ، قيل : هما القتل وعذاب القبر ، وعن ابن عباس : اختلفوا في المرتين فقال : " قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خطيباً يوم الجمعة فقال : " أخرج يا فلان فإنك منافق ، أخرج يا فلان إنك منافق " فاخرج أناس فضحهم هذا العذاب الأول والثاني عذاب القبر " { ثم يردون إلى عذاب عظيم } أي عذاب النار { وآخرون اعترفوا بذنوبهم } الآية نزلت في الذين تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة تبوك ثم ندموا ، قيل : " كانوا عشرة منهم أبو لبابة ، وقيل : كانوا ثمانية يعني لم يعتذروا عن تخلفهم بالمعاذير الكاذبة كغيرهم ، ولكن اعترفوا على أنفسهم بأنهم بئس ما فعلوا نادمين ، وذلك أنه بلغهم ما نزل في المتخلفين فأيقنوا بالهلاك فأوثقوا أنفسهم على سواري المسجد ، فقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فدخل المسجد وصلى ركعتين وكانت عادته كلما قدم من سفر فرآهم موثقين فسأل عنهم ، فذكر له أنهم أقسموا لا يحلوا أنفسهم حتى يكون رسول الله هو الذي يحل لهم ، فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " وأنا أقسم لا أحلّهم حتى أؤمر فيهم " فنزلت الآية فأطلقهم وعذرهم ، فقالوا : يا رسول الله هذه أموالنا الذي خلفتنا عنك فتصدق بها وطهرنا ، فقال : " ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً " { خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً } تخلفاً عنه ، وقيل : السيء تخلفهم عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وترك الجهاد { عسى الله أن يتوب عليهم } عسى من الله واجبة عن الحسن وأبي علي { خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها } ، قيل : هي الزكاة المفروضة قوله تعالى : { وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم } أي ادع لهم واستغفر لهم ، قال في الغرائب : صلّ عليهم وإذا ماتوا خلاف ما نهيت عن الصلاة عليه ، بقوله : { ولا تصل على أحد منهم مات أبداً } [ التوبة : 84 ] { ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات } مجاز عن قبولها { وإن الله هو التواب الرحيم } ولما بين تعالى قبول توبتهم حذرهم في مستقبل أوقاتهم فقال تعالى : { وقل اعملوا فسيرى الله عملكم } وعيد لهم ، وقيل : معناه اعملوا ما أمركم الله تعالى به من الصدقات وغيرها فإن الله سيرى عملكم { ورسوله } يعني يرى رسوله ويعلم وهو شهيد عليكم { وآخرون مرجون لأمر الله } وآخرون من المتخلفين عاقبة أمرهم { إما يعذبهم } أي بقوا على إصرارهم ولم يتوبوا { وإما يتوب عليهم } إن تابوا وهم ثلاثة كعب بن مالك وهلال بن أمية ومرارة بن الربيع ، أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أصحابه ألاَّ يسلموا عليهم ولا يكلموهم ولا يفعلوا كما فعل أبو لبابة وأصحابه وغيره من شد أنفسهم على السواري وإظهار الجزع والغمّ ، فلما علموا أن أحداً لا ينظر إليهم فوضوا أمرهم إلى الله تعالى وأصلحوا نياتهم ونصحت توبتهم فرحمهم الله وتاب عليهم بعد خمسين ليلة ، ونزل فيهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا الآية .