Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 93-99)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنما السبيل على الذين يستأذنونك وهم أغنياء } " الآية نزلت في جد بن قيس ، ومعتب بن قشير وأصحابهما من المنافقين ، وكانوا ثمانين رجلاً فلما قدم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من تبوك المدينة قال لأصحابه : " لا تجالسوهم ولا تواكلوهم " وقيل : نزلت في عبد الله بن أبي ، وقوله : { إنما السبيل } يعني الاثم والعقاب { على الذين يستأذنونك } يطلبون إذنك في التخلف عنك { وهم أغنياء } قادرون على الخروج للجهاد بالنفس والمال { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } قيل : مع النساء والصبيان { وطبع الله على قلوبهم } ، قيل : نكتة سوداء تقطع في قلب الكافر علامة له كما مرّ ، وقيل : المراد التشبيه يعني أنه كالمطبوع ، قوله تعالى : { يعتذرون اليكم } في التخلف { إذا رجعتم اليهم } الى المدينة { قل } يا محمد { لا تعتذروا } بالكذب والباطل { لن نؤمن لكم } أي لا نصدقكم { قد نبأنا الله من أخباركم } بذلك التخلف في هذه المعاذير { وسيرى الله عملكم ورسوله } هذا وعيد لهم يعني أن الله يطلع عليكم فيعلم ما يفعلون ويطلع رسوله على أسرارهم { سيحلفون بالله لكم } أي سيحلفون كذباً { إذا انقلبتم اليهم } إذا انصرفتم إليهم من الغزو { لتعرضوا عنهم فاعرضوا عنهم } إعراض استخفاف وإهانة { إنهم رجس } أي نجس متى أردت معالجته ازداد نتناً ، وقيل : إنهم أخسّة { يحلفون لكم } كذباً { لترضوا عنهم فإن ترضوا عنهم } أيها المؤمنون بالظاهر وبمعاذيرهم الكاذبة { فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين } لأنه عالم بباطنهم وظاهرهم وما انطووا عليه من الكفر والفاسقون الخارجون عن الطاعة والدين وهم منافقون { الأعراب أشد كفراً ونفاقاً } من أهل الحصر لأنهم أبعد من مواضع العلم وسماع الآيات ومشاهدة الرسول { وأجدر } يعني وأخزى وأصله من جدر الحائط وأساسه ، وقولهم ذلك أجدر أي أخزى وأحق بجهل حدود الدين ، وقوله : { ألاَّ يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله } يعني شرائعه وفرائضه ، وقيل : هم أقل علماً ، قوله تعالى : { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً } وصف الأولين بالكفر والجهل وهؤلاء بالكفر والبخل ، ومعنى مغرماً لا يرجون عليه ثواباً وإنما ينفقون خوفاً ورياء فعدوه مغرماً { ويتربص بكم الدوائر } يعني ينتظر صروف الزمان وتقلب الأحوال بكم ، وقيل : ينتظرون موت الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { عليهم دائرة السوء } أي يصيرون إلى ذلٍّ والمؤمنون إلى عزٍّ ، وقيل : دائرة السُّوءِ العذاب والهلاك { ويتخذ ما ينفق قربات } يعني يتقربون به إلى الله تعالى بانفاق المال في سبيل الله { وصلوات الرسول } ، قيل : دعاؤه بالخير ، وقيل : استغفاره { ألا إنها قربة لهم } هذا الكلام من الله تعالى تصديقاً لهم .