Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 111-114)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } " الآية نزلت في الأنصار حين بايعوه على العقبة ، وقال عبد الله بن رواحة : اشترط لربك ولنفسك ما شئت ، قال : " أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً ، وأشترط لنفسي أن تمنعوني من كل ما تمنعون منكم أنفسكم " ، قال : فإذا فعلنا ذلك فما لنا ؟ قال : " لكم الجنة " قال : ربح البيع لا يقيل ولا يستقيل " ، ومرّ برسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إعرابي وهو يقرأُها فقال : كلام من ؟ قال : " كلام الله تعالى " قال : بيع والله مربح لا يقيله ولا يستقيله ، فخرج إلى الغزو فاستشهد { وعداً عليه حقاً } أي وعداً صادقاً واجباً لا خلف فيه يعني أن هذا الوعد منه في الكتب المنزلة في التوراة والانجيل ، { والقرآن ومن أوفى بعهده من الله } يعني لأن أخلاف الميعاد قبح أي لا أحد أوفى بعهده من الله تعالى فإنه يوفي ما وعده ويصدق ما أوعد به فلا يجوز عليه الخلف { فاستبشروا } أيها المؤمنون { ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم } { التائبون } أي الراجعون إليه { الحامدون } الله على كل حال { السائحون } ، قيل : الصائمون روي مرفوعاً ، وقيل : الغزاة والمجاهدون ، وقيل : طلبة العلم ، وقيل : السائر في الأرض لوجه من وجوه البر { الراكعون الساجدون } يعني المصلين { الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله } ، قيل : القائمون بطاعة الله يؤدون فرائضه وأمره ويتجنبون نواهيه ، { وبشر المؤمنين } المصدقين بوعده ووعيده { ما كان للنبي والذين آمنوا } الآية ، قيل : هي نهي للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والمؤمنين أن يفعلوا ذلك ، وقيل : نفي بمعنى أن أحداً من الأنبياء لم يستغفروا لمشرك ولا جعل ذلك في دينه ولا أباح ذلك له ، وروي أن الآية نزلت في شأن أبوي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أراد أن يستغفر لهما ، " روي أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما قدم مكة أتى قبر أمه وقد رجى أن يؤذن له أن يستغفر لها فنزلت ، فقام فبكا وبكا من حوله ، وقال : " استأذنت ربي أن أزورها فأذن لي واستأذنته أن أستغفر لها فلم يأذن لي " وقيل : نزلت في غيره لما كانوا يستغفرون لأمواتهم ، وقيل : قال رجل : يا رسول الله إن من آبائنا من كان يحسن الجوار ويصل الأرحام أفلا نستغفر لهم فنزلت ، ذكره الحالكم { وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاَّ عن موعدة وعدها إياه } أي وعدها إبراهيم أبوه وعده أن يؤمن به ، وقيل : كان ينافقه { إن إبراهيم لأوَّاه حليم } أواه فعالٌ ، وهو الذي يكثر التأوُّه .