Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 115-119)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وما كان الله ليضل قوماً } الآية ، قيل : الآية نزلت في استغفارهم للمشركين ، يعني أنه لا يؤاخذهم بذلك حتى يبين لهم التحريم ، وقيل : سألوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كيف بأخواننا الذين انقرضوا فنزلت ، يعني ما كان الله يحكم بضلال قوم وقد وحدوه وآمنوا به إذا لم يعلموا ما عليهم في الاستغفار لآبائهم ، قوله تعالى : { حتى يبين لهم ما يتقون } ، وقيل : لا يضلهم من الثواب وطريق الجنة بعد إذ هداهم لذلك ودلهم عليهم حتى يبين لهم ما يتقون من المعاصي ويلزمهم من الطاعات فيخالفون ذلك { لقد تاب الله على النبي } كقوله تعالى { ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر } [ الفتح : 2 ] { والمهاجرين والأنصار } قبل توبتهم وطاعتهم وما تحملوا في مرضاته من المشقة فصاروا في حكمه تائبين ، وقيل : تاب عليهم بإذنه للمنافقين بالتخلف عنه ، والمهاجرين الذين هجروا ديارهم وأوطانهم وعشائرهم ، والأنصار الذين تبوؤا الدار ونصروا الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { الذين اتبعوه في ساعة العسرة } عسرة الزاد وعسرة الظهر وعسرة الماء ، وقيل : كان ذلك في غزوة تبوك لأنهم خرجوا في حرّ شديد وبلغ بهم الشدة بأن اقتسم التمرة اثنان ، وعسرة الماء بأن نحروا الابل واعتصروا فرثها ، وفي شدة زمان من الحدب والقحط { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } هموا بالانصراف من غزاتهم { ثم تاب عليهم } يعني الذين كادت تزيغ قلوبهم { وعلى الثلاثة الذين خلفوا } يعني وتاب على الثلاثة الذين خلفوا وهم هلال بن أميَّة وكعب بن مالك ومرارة بن الربيع ، تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في غزوة تبوك ، " فلما قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من غزوة تبوك دخل المسجد وجاء المخلفون يعتذرون فقبل منهم ووكل سرائرهم إلى الله تعالى فقال : " ما خلفك يا كعب ؟ " قلت : لو حلفت بين يدي غيرك لكان لي مخرج والله لا أكذب بين يديك والله ما كان لي عذر ، فقال : " قم حتى يقضي الله فيك ما شاء " وجاء مرارة بن الربيع وهلال بن أميَّة فاعتذرا بمثل ذلك ، ونهى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن مواكلتهم ومجالستهم ، وربطوا أنفسهم في سواري المسجد حتى مضت خمسون ليلة ، قال كعب : فبينا أنا أصلي الصبح إذ سمعت نداء : أبشر يا كعب ، فخرجت وأتيت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : " أبشر يا كعب " فقلت : من عندك أم من عند الله ؟ فقال : " بل من عند الله " وتلا الآية { وكونوا مع الصادقين } وهم الذين صدقوا في دين الله ، وقيل : الثلاثة ، أي كونوا مثل هؤلاء الثلاثة في صدقهم ونياتهم ، وعن ابن عباس : الخطاب لمن آمن من أهل الكتاب ، أي كونوا من المهاجرين والأنصار .