Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 125-129)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وأما الذين في قلوبهم مرض } يعني شك ونفاق { فزادتهم رجساً إلى رجسهم } ، قيل : كفراً إلى كفرهم ، وقيل : إثماً إلى إثمهم { أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون } ، قيل : أولا يعلمون هؤلاء المنافقين والرؤية بمعنى العلم ، وقيل : بمعنى الإدراك بالبصر ، ويفتنون أي يُمتَحنُون في كل عام مرة أو مرتين بالمرض والقحط وغيرهما من بلاء الله تعالى أو يقتلون بالجهاد مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما يرون من نصر الله لرسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وما ينال أعداؤه من القتل والسبي ، وقيل : بالمصائب التي تنزل ، وقيل : بالغلاء والبلاء ومنع القطر وذهاب الثمار ، { ثم لا يتوبون } أي لا يرجعون عما هم عليه { ولا هم يذكرون } { وإذا ما أنزلت سورة } من القرآن فيها فضائح المنافقين وهتك أستارهم ، وقيل : فيها الأحكام { نظر بعضهم إلى بعض } تغامزوا بالعيون إنكاراً للوحي وسخرية به قائلين : { هل يراكم من أحد } من المسلمين لننصرف فإنا لا نصبر على استماعه ويغلبنا الضحك فنخاف الافتضاح بينهم { صرف الله قلوبهم } دعا عليهم بالخذلان ، وقيل : صرف قلوبهم من الانشراح والتطهير الذي يجعله في قلوب المؤمنين ، قوله تعالى : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } من جنسكم ومن نسبكم عربيٌّ قرشيٌّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مثلكم وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء أي من أشرفكم وأفضلكم ، وقيل : هي قراءة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) مثلكم وقرئ من أنفسكم بفتح الفاء أي من أشرفكم وأفضلكم ، وقيل : هي قراءة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وفاطمة ( رضي الله عنها ) { رؤوف رحيم } ، قيل : هما واحد ، وقيل : هي الرحمة ، وقيل : الرأفة أعظم من الرحمة ، وقيل : لم يجمع الله تعالى إسمين من أسمائه لأحد غير رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهي قوله : { رؤوف رحيم } { فإن تولوا } يعني فإن أعرضوا عن الايمان بك وناصبوك فاستعن بالله وفوض أمرك اليه فهو كافيك { لا إله إلا هو } أي لا شبيه له ولا ند له { عليه توكلت } أي فوضت أمري اليه { وهو رب العرش العظيم } أي خالق العرش وخصه بالذكر تفخيماً لثنائه له ، وقيل : ليدل بأنه مالك الملوك ، والعرش في اللغة السرير ، وقيل : أراد بالعرش الملك والسلطان ومنه : { ولها عرش عظيم } [ النمل : 23 ] روي أن آخر القرآن عهداً بالسماء هاتين الآيتان خاتمة براءة { لقد جاءكم } إلى آخرهما ، وقيل : آخر سورة نزلت براءة ، وقيل : آخر ما نزل من القرآن { واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله } [ البقرة : 281 ] .