Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 120-124)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب } يعني مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ومن حولها من سكان البوادي { أن يتخلفوا عن رسول الله } يعني عن غزواته وجهاده { ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه } في مصاحبته ومعاونته والجهاد معه والدفع عنه { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ } عطش { ولا نصب } أي تعب { ولا مخمصة } مجاعة { في سبيل الله } أي في الجهاد ، وقيل : أراد الصبر على الجوع والعطش { ولا يطأون موطئاً يغيظ الكفار } وطئهم إياه { ولا ينالون من عدو نيلاً } أي لا يصيبهم منه إصابة من قتل أو أسر أو غنيمة أو هزيمة { إلا كتب لهم به عمل صالح } الآية ، قوله تعالى : { ولا ينفقون نفقة صغيرة ولا كبيرة } أي من قليل أو كثير { ولا يقطعون وادياً } في طلب الكفار { إلا كتب لهم ليجزيهم الله أحسن ما كانوا يعملون } { وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة } الآية ، قيل : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذا خرج في غزاة لم يتخلف عنه إلا المنافقون والمعذورون ، فلما بين تعالى نفاقهم في تخلفهم عن غزوة تبوك قال المسلمون : لا نتخلف عن غزوة ولا عن سرية ، فلما بعث ( صلى الله عليه وآله وسلم ) السرايا خرج الناس كلهم وتركوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وحده فنزلت الآية ، يعني ما كان لجميع المسلمين أن ينفروا كافة إلى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويخلفوا ديارهم ولكن تنفر طائفة من كل ناحية اليه لتسمع كلامه ويتعلموا الدين ، ثم يرجعون إلى قومهم فيبينوا لهم ذلك وينذرونهم ليحذروا ، المراد بالنفر : الخروج لطلب العلم وذلك أن المسلمين بعد أن عُيّروا بالتخلف عن غزوة تبوك توفروا للخروج وتركوا النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في المدينة وحده فنزلت حثاً لهم في أن تنفر طائفة منهم للجهاد ، ويبقى منهم من يبقى لئلا ينقطعوا عن سماع الوحي والتفقه الذي هو الجهاد الأكبر لأن الجهاد بالحجة أعظم من الجهاد بالسيف { يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار } يعني يقرب منكم في الدار والنسب ، وقيل : مثل بني قريظة والنضير وخيبر وفدك ونحوها ، وقيل : أراد الروم وكانوا سكان الشام والشام أقرب إلى المدينة من العراق ، { وليجدوا فيكم غلظة } الغلظة خلاف الرقة وهي الشدة ، يعني وليخشوا منكم الغلظة ، ونحو ذلك وأغلظ عليهم { وإذا ما أنزلت سورة } من القرآن { فمنهم } يعني من المنافقين { من يقول } بعضهم لبعض { أيكم زادته هذه إيماناً } ثم حال بين الفريقين ، فقال تعالى : { فأما الذين آمنوا فزادتهم إيماناً } إخلاصاً ويقيناً { وهم يستبشرون } بما نزل من الفرائض ويبشر بعضهم بعضاً ، وقيل : بما وعد من النصر والثواب .