Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 34-37)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يأيها الذين آمنوا إنَّ كثيراً من الأحبار والرهبان } الآية نزلت في أهل الكتاب ، وقيل : في مانعي الزكاة ، وقيل : هي عامة في أهل الكتاب والمسلمين ، الأحبار علماء اليهود والرهبان علماء النصارى { ليأكلون أموال الناس بالباطل } أراد الرشوة في الحكم { والذين يكنزون الذهب والفضة } يعني جمعوا الأموال ولا يؤدون زكاتها وكل ما يؤدى زكاته فليس بكنز مدفوناً كان أو غير مدفون { يوم يحمى عليها } أي يوقد عليها { في نار جهنم } أي على الكنوز حتى يصير ناراً ، وقيل : على الفضة { فتكوى بها جباههم } أي بتلك الكنوز المحماة جباههم { وظهورهم } يعني مانعي الزكاة ليعظم حسرتهم وغمهم ويقال لهم : { هذا ما كنزتم لأنفسكم } الآية ، وقيل : إنما خص هذه المواضع بالكيّ لأنه إذا سأله السائل زوى وجهه عنه ثم أعرض عنه ثم ولى ظهره { إن عدَّة الشهور } أي عدة شهور السنة { عند الله } أي في حكمه وتقديره { اثنا عشر شهراً } أولها محرم وسمي بذلك لتحريم القتال فيه { في كتاب الله } ، قيل : في اللوح المحفوظ ، وقيل : في حكمه وقضائه ، وقيل : في كتاب الله الذي كتب لأنبيائه وأوحى إليهم ، وقيل : القرآن { يوم خلق السموات والأرض } يعني كتبها وقضى بها عند خلق الأشياء { منها أربعة حرم } وكان تحريم القتال فيها ، وقيل : لكثرة حرمتها وعظم الطاعات فيها وهي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب { ذلك الدّين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم } يعني أن تحريم هذه الأشهر الأربعة هو الدين المستقيم دين ابراهيم واسماعيل وكانوا يعظمون الأشهر الحرم ويحرمون فيها القتال حتى لو لقي الرجل قاتل أبيه أو أخيه لم يمسه ، وقيل : أحل القتال في الأشهر الحرم ، وقيل : معناه لا تأثموا فيهن لعظم حرمتهن { وقاتلوا المشركين كافَّة } أي جميعاً مؤتلفين على قتالهم { كما يقاتلونكم كافَّة } جميعاً { واعلموا أن الله مع المتقين } بالنصر وبالمعونة فهو ناصرهم { إنما النسئ } مصدر أنسأ الله في أجله نسيئاً وأنسأت الناقة في السير إذا رفقت بها ، والنسيء أيضاً فعيل بمعنى مفعول { زيادة في الكفر } قيل : كانوا يحولون المحرم صفراًعن ابن عباس ، وقيل : كان أهل الجاهلية يؤخرون الحج في كل سنة شهراً ، وقيل : سبب ذلك أن العرب كانت تحرم الشهور الحرم وكان ذلك في ملة إبراهيم واسماعيل ، وكانوا أصحاب حروث وتجارات ، فشق عليهم مكث ثلاثة أشهر متواليات لا يغزون ، فأخّروا تحريم المحرم إلى صفر ، ثم بعد زمان يؤخرونه إلى ربيع ثم كذلك شهراً شهراً حتى جاء الاسلام ، وكان ذلك في كنانة وقد رجع المحرم إلى موضعه وربما زادوا الشهور فيجعلوها ثلاثة عشر شهراً وأربعة عشر شهراً ليتسع لهم الوقت ، ولذلك قال تعالى : { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً } ووافقت حجة أبي بكر في ذي القعدة ووافقت حجة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) للوداع في ذي الحجة ، وعن ابن عباس : هو تأخيرهم حرمة شهر حرمه الله إلى شهر لم يحرمه الله بحاجة تعرض لهم فيبدلوا المحرم من صفر وصفر من المحرم { ليواطئوا عدة ما حرَّم الله } أي ليوافقوا العدة ولا يخالفوها { زيِّن لهم سوء أعمالهم } ، قيل : زينة الشيطان ، وقيل : رؤساؤهم لاتباعهم .