Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 38-40)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يأيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله } الآية نزلت في غزوة تبوك قيل : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من الطائف دعا الناس إلى غزوة الروم أيام النخل والزرع ومحبة القعود في الظل من شدة الحر فعظم ذلك عليهم وكرهوا الخروج ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قلّ ما يخرج في غزوة إلا كنّى عنها إلا غزوة تبوك { فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل } لأنه زائد { إلا تنفروا } أي ألا تخرجوا ، إجابة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الجهاد { يعذبكم عذاباً أليماً } وجيعاً في الآخرة { ويستبدل قوماً غيركم } أي يأتي بقوم أطوع منكم { إلا تنصروه } أي ألا تخرجوا معه إذا استنصركم على جهاد عدوه يعني الذين قعدوا { فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا } يعني من مكة لما اجتمعوا إلى دار الندوة وتشاوروا في أمره واتفقوا على قتله والكيد به فدفع الله عنه مكرهم وأمره الله بالخروج ، فخرج معه أبو بكر إلى الغار ثقب في أعلى جبل ثور وهو جبل في يمنى مكة على مسيرة ساعة ، مكث فيه ثلاثاً واضطجع علي ( عليه السلام ) على فراشه ليمنعهم ما يشاهدون من طلبته ، قيل : طلع المشركون فوق الغار فأشفق أبو بكر على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال له : ما ظنك باثنين الله ثالثهما ، وقيل : لما دخلا الغار بعث الله حمامتين فباضتا في أسفله والعنكبوت فنسجت عليه ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اللهم أعم أبصارهم " فجعلوا يترددون حول الغار ولا يدرون ببابه إذ يقول لصاحبه { لا تحزن إن الله معنا } أي ناصرنا { فأنزل الله سكينته } أي طمأنينته { عليه } أي على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) { وأيَّده بجنود لم تروها } وهم الملائكة ، روي أن أسماء بنت أبي بكر كانت تأتيهما بلبن يشربانه ، " وروي أنه لم يرهم عند الخروج إلاَّ سراقة بن مالك بن جعشم فقال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " اللهم اكفناه " فصاحت فرسه في الأرض إلى بطنها فعاهده لا يسوءه بسوء ، فدعى فنجاه الله تعالى " ، ومضى حتى نزل خيمة أم معبد فسار حتى نزل المدينة فقال أنس بن مالك : ما رأيت يوماً قط أحسن من يوم قدومه ، وما رأيت يوماً قط أقبح من يوم قبض { وجعل كلمة الذين كفروا السفلى } يعني دينهم الذين يتكلمون به وهو الشرك { وكلمة الله هي العليا } يعني دعوته إلى الاسلام { والله عزيز حكيم } .