Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 79-84)

Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الذين يلمزون المطَّوِّعين من المؤمنين في الصدقات } يعني يعيبون المطوعين المتبرعين بالصدقة والآية نزلت في عبد الرحمن بن عوف وأبي عقيل وعاصم وعدي ، " وذلك أن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حث على الصدقة فجاء عبد الرحمن بأربعة آلاف دينار ، وقيل : بثمانية آلاف درهم ، وقال : هذا نصف مالي ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " بارك الله لك فيما أمسكت وفيما أعطيت " فبارك الله تعالى في ماله " حتى أنه خلف مالاً وورثه امرأتين فجاء نصف الثمن مائة وتسعين ألف درهم ، وقيل : كان ربع الثمن ثلاثين ألفاً ، وتصدق عاصم بن عيد بثمانية أوسق من تمر ، وجاء أبو عقيل الأنصاري بصاع ، فقال المنافقون : ما أعطي عبد الرحمن وعاصم إلاَّ رياء وإن الله لغني عن صاع عقيل ، وقيل : نزل قوله تعالى : { استغفر لهم أو لا تستغفر لهم } في عبد الله بن أبي لما مات على النفاق ، والصيغة صيغة الأمر والنهي والمراد بها الشرط تقديره استغفر لهم إن شئت أو لا تستغفر لهم إن شئت ، وقيل : المعنى أن استغفارك وتركه سواء { إن تستغفر لهم سبعين مرة } " لما نزلت هذه الآية قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لأزيدن على السبعين " ، فنزل قوله تعالى : { سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم } [ المنافقون : 6 ] { سبعين مرة فلن يغفر الله لهم } الآية { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } ، قيل : نزلت في المتخلفين عن غزوة تبوك يعني الذين تخلفوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لما أمرهم بالغزو { وقالوا } يعني المنافقين بعضهم لبعض ، وقيل : قالوا للمسلمين ذلك ليصدوهم عن الغزو { لا تنفروا في الحر } طلباً للراحة { قل } يا محمد { نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون } قوله تعالى : { فليضحكوا } تهديد لهم { قليلاً } يعني في الدنيا فإنهم يبكون في الآخرة { كثيراً } لا ينقطع { فإن رجعك } الله { إلى طائفة منهم } يعني ردك الله يا محمد إلى جماعة ممن تخلف عنك وإنما قال طائفة لأنه ليس من تخلف عن تبوك منافقاً بل كان منهم منافق ومنهم من تخلف لعذر ، وقيل : لأن منهم من تاب من النفاق وندم على التخلف فاعتذر بعذر صحيح { فقل } لهم يا محمد { لن تخرجوا معي أبداً } ما بقيت في سفر ولا غزوة { ولن تقاتلوا معي عدواً } وذلك عقوبة لهم على فعلهم { إنكم } أيها المنافقون { رضيتم بالقعود أول مرة } يعني في غزوة تبوك { فاقعدوا } تهديداً لهم وليس بأمر { مع الخالفين } ، قيل : مع المنافقين ، وقيل : مع النساء والصبيان ، وقيل : مع الزمنى والعميان { ولا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } الآية نزلت في عبد الله بن أبي ، روي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يقوم على قبور المنافقين ويدعو لهم فلما مرض رأس المنافقين عبد الله بن أبي سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن يكفنه في قميصه الذي يلي جسده ويصلي عليه ، فقال له عمر : اتصلي على عدو الله ؟ وقيل : أراد أن يصلي عليه فنزل جبريل ( عليه السلام ) وأخذ بثوبه وقال : { لا تصلّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره } ، وروي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كفن عبد الله بن أبي في قميص له لما سأله هبته ، وقيل : " الذي سأل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ابن عبد الله بن أبي ، فقال : " إن قميصي لا يغني عنه شيئاً وإني لأرجو أن يسلم من قومه جماعة " فلما سمع المنافقون بذلك أسلم يومئذ ألف رجل " ، وقد روي أنه سأله أن يكفنه في قميصه وأن يقوم على قبره لئلا تشمت به الأعداء .