Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 99, Ayat: 1-5)
Tafsir: Tafsīr al-Aʿqam
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وقوله : { إذا زلزلت الأرض } حركت حركة شديدة واضطربت ، وقيل : تزلزلت ووجفت ، والزلزلة شدة الاضطراب ، وكانوا يسألون عن القيامة فذكر الله أشراطها وأعلامها ، وقيل : { زلزالها } انما يكون عند تفرطها { وأخرجت الأرض أثقالها } قيل : الموتى المدفونون فيها يخرجون أحياء للجزاء والثقل الحمل ، وقيل : كنوزها ومعادنها فتلقيها على ظهرها لأهل الموقف ، والفائدة فيه وجوه : منها أن العاصي والظالم يتحسر بالنظر اليها إذا عصى الله فيها ثم رآها لا يغني عنه شيئاً ، ومنها أنه تكوى بها جباههم وظهورهم ومنها أن الله يعيرهم بها فيقول لهم : بهذا عصيتموني ولي ميراثها { وقال الانسان مالها } { يومئذ تحدث أخبارها } قيل : فيه تقديم وتأخير أي تحدث أخبارها فيقول الانسان : مالها ؟ وقيل : يقول الانسان : ما لها حين تخبر بأحوالها ، وقوله : { مالها } أي ما للأرض تزلزلت متعجباً ، أي ما لها حدثت فيها ما لم يعرف ، وقيل : ما لها تشهد قالها كناية عن الأرض { يومئذ تحدث أخبارها } أي أخبار الأرض وما كان عليها ومن عصى ، وقيل : بما عملوا الناس عليها من خير وشر فتقول : المؤمن وحَّد وصام ، وتقول : الكافر أشر وعصى ، وتشهد كما شهد الملائكة والجوارح ، ومتى قيل : وما الفائدة في ذلك ؟ قلنا : وجوه : خزي الكافر وسرور المؤمن ، ومنها إيلاء العذر ككلام الجوارح ليُعلم أنه أتى من قبل نفسِه وان الله ليس بظلام للعبيد ، ومنها أنه لطف للمكلف اذا تصور تلك الحالة صرفه عن العصيان ، ومتى قيل : تكلم الأرض ؟ قلنا : فيه وجهان : اما أن يخلق فيها الكلام فكيون الله مجوبه واضافة الى الأرض مجاز وهو في باب القرآن واسع ، والثاني أن يصورها حيواناً تكلم وتكون حجة على الخلق ، ذكر الوجهين أبو علي ، ورواه الحاكم ، وعن ابن مسعود : انما تكلم يومئذٍ فتقول : الله أمرني بهذا ، وهذا أقرب الى الظاهر .