Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 111-114)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِنَّ كُلاًّ } يعني الأولين والآخرين { لَّمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } . قوله : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ } على الإِسلام { وَمَن تَابَ مَعَكَ } يعني المؤمنين الذين تابوا من الشرك . { وَلاَ تَطْغَوْا } فترجعوا عن الإِسلام وتطغوا فيما أحل لكم كما طغى أهل الجاهلية فحرموا البحيرة والسائبة والوصيلة والحام والزرع . ولا تقارفوا كبائر ما نهاكم الله عنه فتطغوا . وهو طغيان فوق طغيان . وطغيان دون طغيان ؛ بعضه شرك ، وبعضه نفاق دون الشرك . { إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } . قوله : { وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا } والركون إلى الظلمة من وجهين : يقول : لا تلحقوا بالمشركين ولا ترضوا بأعمالهم ، وهم ظلم شرك . وكذلك لا تركنوا إلى الذين ظلموا من المنافقين ولا ترضوا بأعمالهم ، وهو ظلم فوق ظلم ، وظلم دون ظلم . { فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ } أي : فتدخلوها ، إذا أنتم ركنتم إلى الظالمين من المشركين والمنافقين . { وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ } أي : يمنعونكم من عذاب الله { ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ } أي : لا ناصر لكم من الله . قوله : { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ } يعني الصلوات الخمس : أن تقام على وضوئها وركوعها وسجودها ومواقيتها . وطرفا النهار ، في الطرف الأول صلاة الصبح ، وفي الطرف الآخر صلاة الظهر والعصر ، وزلفا من الليل ، يعني صلاة المغرب وصلاة العشاء . وزلف الليل [ أدانيه ] ، يعني أوائله . قال : { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ } أي : إن الصلوات الخمس يذهبن ما دون الكبائر . ذكر أبو عثمان النهدي قال : كنت مع سلمان الفارسي تحت شجرة فأخذ غصناً منها ، فهزّه حتى تساقط ورقه ، ثم قال : إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة ، فأخذ غصناً منها ، فهزّه حتى تساقط ورقه ، ثم قال : " إن الرجل المسلم إذا توضأ وأحسن وضوءه ، ثم صلّى الصلوات الخمس تحاتّت عنه ذنوبُه كما تَحَاتُّ هذا الورق " ، ثم تلا هذه الآية : { وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِّنَ الَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى للذَّاكِرِينَ } . ذكر الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ألا إن الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر " قوله : { ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } أي : توبة للتائبين . ذكروا عن عبد الله بن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله عن كفارتها ، فنزلت هذه الأية : { أَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ … } إلى قوله : { ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ } .