Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 100-102)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى العَرْشِ } والعرش هو السرير { وَخَرُّوا لَهُ سُجَّداً } قال الحسن : خرّوا له بأمر الله ، أمرهم بالسجود له لتأويل الرُّؤيا . قال بعضهم : كان السجود تحية من كان قبلكم ، وأعطى الله هذه الأمة السلام ، وهي تحيّة أهل الجنة . وقال بعضهم : كان سجودهم لله تلقاء يوسف . { وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُءْيَايَ مِنْ قَبْلُ } أي : تحقيق رؤياي من قبل { قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقّاً } . قوله : { وَقَدْ أَحْسَنَ بِيَ إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ البَدْوِ } . وكانوا بأرض كنعان ، أهل مواشِ وبرّيّه { مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ } أي : لطف بيوسف حتى أخرجه من الجب ومن السجن ، وجمع له شمله وأقرّ عينه . { إِنَّهُ هُوَ العَلِيمُ الحَكِيمُ } . قوله : { رَبِّ قَدْ ءَاتَيْتَنِي مِنَ المُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع . { فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ } أي : خالق السَّماواتِ والأرض { أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالأَخِرَةِ } أي : لا أتولى في الدنيا والآخرة غيرك . { تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ } أي : بأهل الجنة . وقال بعضهم : لما جمع الله شمله ، وأقر عينيه ذكر الآخرة فاشتاق إليها فتمنى الموت ؛ قال : " فلم يتمنى نبي قط الموت قبل يوسف عليه السلام " . قوله : { ذَلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الغَيْبِ } أي : من أخبار الغيب ، يعني ما قص من قصتهم من أول السورة إلى هذا الموضع . { نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ } أي : عندهم { إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ } أي : بيوسف إذ يلقونه في الجب .