Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 103-109)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ } قال : { وَمَا تَسْئَلُهُمْ عَلَيْهِ } أي : على القرآن { مِنْ أَجْرٍ } فيكونون إنما حملهم على تركه الغرم . وقال في آية أخرى : { قُل لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 90 ] قوله : { إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ } يذكرون به الجنة والنار . قوله : { وَكَأَيِّن مِّنْ ءَايَةٍ } أي : وكم من آية ودليل { فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا } أي : يرونها { وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } يعني بآيات السماوات الشمس والقمر والنجوم ، وبالآيات التي في الأرض ما خلق الله فيها وآثار من أهلك الله من الأمم السالفة . يقول : لا يتعظون بالآيات . قوله : { وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ } وهي مثل قوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللهُ } [ الزخرف : 87 ] : قال بعضهم : إيمانهم أنك لا تَسأل أحداً إلا أنبأك أَنَّ الله ربُّه ، وهو في ذلك مشرك في عبادته . قوله : { أَفَأَمِنُوا } يعني المشركين { أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ } على الاستفهام ، أي : غاشية تغشاهم من عذاب الله ، وهم آمنون من ذلك غافلون . أي : إنهم ليسوا بآمنين أن يأتيهم ذلك في تفسير الحسن . وقال غيره : { غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللهِ } ، أي : عقوبة من عذاب الله ، { أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً } أي تبغتهم فجأة { وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } أي : وهم غافلون . يعني الذين تقوم عليهم الساعة بالعذاب . قوله : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِيَ } أي : طريقي ، وهو الهدى { أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلَى بَصِيرَةٍ } [ أي : على يقين ] { أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي } أي : أنا على الهدى ومن اتبعني على بصيرة ، أي : على الهدى الذي أتانا من ربنا { وَسُبْحَانَ اللهِ } أمره أن ينزِّه الله عما قال المشركون . { وَما أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ } . قوله : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ القُرَى } . قال الحسن : لم يبعث الله نبياً من أهل البادية ، ولا من النساء ، ولا من الجن . قال : لأن أهل القرى كانوا أعلم وأحلم من أهل العمود . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " فضيلة أهل المدائن على أهل القرى كفضيلة الرجال على النساء ، وفضيلة أهل القرى على أهل العمود كفضيلة الرجال على النساء ، وأهل الكفور كأهل القبور . فقيل ما الكفور ؟ قال : البيت بعد البيت " ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ثلاثة يكونون في قرية أو بدو ولا يجمعون للصلاة إلا استحوذ عليهم الشيطان . وإنما يأخذ الذيب من الغنم القاصية " ذكروا عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الشيطان ذئب الإِنسان كذئب الغنم ، يأتي الشاذة والقاصية والناحية . عليكم بالمساجد والجماعة والعامة ، وإياكم والشعاب " ذكروا أن معاذ بن جبل كان على بعض أهل الشام فجاءه ناس من أهل البادية فقالوا : قد شقّت علينا الإِقامة ، فلو بدأت بنا ، فقال لعمري ، لا أبدأ بكم قبل الحاضرة ، أهل العبادة وأهل المساجد ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " عليهم تنزل السكينة ، وإليهم يأتي الخبر ، وبهم يبدأ يوم القيامة . قال والخبر أي الوحي " . قوله : { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } يقول : قد ساروا في الأرض فرأوا آثار الذين أهلكهم الله من الأمم السالفة حين كذبوا رسلهم . كان عاقبتهم أن دمر الله عليهم فصيّرهم إلى النار . يقول : أفلم يسيروا في الأرض فيحذروا أن ينزل بهم ما نزل بالقرون من قبلهم . { وَلَدَارُ الأَخِرَةِ } هي دار المؤمنين في الآخرة { خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَوْا } أي : خير لهم من الدنيا { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } .