Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 19-22)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحَقُّ } أي : القرآن الحق ، { كَمَنْ هُوَ أَعْمَى } أي : عنه . يعني به الكافر ، وهو على الاستفهام . يقول : فهل يستوي هذا المؤمن وهذا الكافر ؟ أي : إنهما لا يستويان . { إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } أي : أولو العقول ، وهم المؤمنون . { الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلاَ يَنقُضُونَ المِيثَاقَ } أي : الميثاق الذي أخذ عليهم في صلب آدم حيث قال : { أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى } [ الأعراف : 172 ] . يقول : أوفوا بذلك الميثاق ، يعني المؤمنون الذين آمنوا بمحمد عليه السلام . وقال بعضهم : هو ميثاق الله الذي أخذه على جميع المؤمنين إذ كلّفهم طاعته . فـ { قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا } [ البقرة : 285 ] . وهذا الميثاق لكل من وجب عليه التكليف من البالغين الأصحاء . قوله : { وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ أَن يُوصَلَ } . ذكروا عن ابن عباس أنه قال : الذي أمر الله به أن يوصل هو أن يؤمن بالنبيين كلِّهم لا يفرق بين أحد منهم . وقال بعضهم : ما أمر الله به أن يوصل من القرابة . قوله : { وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ } . ذكروا عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قول الله : { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } [ الانشقاق : 8 ] فقال : " ذلِكِ العرض ، ولكن من نوقش الحساب عذب " . قال : { وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ } ، أي : الصلوات الخمس ، وحافظوا على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من حافظ على الصلوات الخمس على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها يراه حقاً لله عليه حرُم على النار " قوله : { وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ } يعني الزكاة المفروضة في تفسير الحسن . { سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } . يستحب أن تعطى الزكاة علانية والتطوع سراً . قال { وَيَدْرَءُونَ بِالحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } يقول : يعفون عن السيئة إذا أسيء إليهم ، ولا يكافؤونَ صاحبها . فالعفو عنهم حسنة . { أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ } أي : دار الآخرة . والعقبى الثواب ، وهو الجنة . ذكروا أن رجلاً قال : يا رسول الله ، إن لي جاراً يسيء مجاورتي ، أفأفعل به كما يفعل بي ؟ قال " لا ، إن اليد العليا خير من اليد السفلى "