Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 39-43)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ } وقد دعا في هذه الآية الأخرى : { رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ } [ الصافات : 100 ] . { رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي } أي : واجعل من ذريتي من يقيم الصلاة . { رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ } يعني دعائي لمحمد وأمته . قال الحسن : هو كقوله : { وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَكَ } [ البقرة : 128 ] . قوله : { رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحِسَابُ } . قال الحسن : إن إبراهيم دعا لأبيه أن يُحوِّله الله من الكفر إلى الإِيمان ، ثم يغفر له ، وهو يرجو أن يُسلم . فلما مات كافراً تبرأ منه وعرف أنه قد هلك ، وهو كقوله : { وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ } [ الشعراء : 86 ] . قال هذا قبل أن يموت . قوله : { وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ } أي : المشركون والمنافقون { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ } تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ أي : إلى إجابة الداعي حين يدعوهم من قبورهم . { مُهْطِعِينَ } أي : منطلقين مسرعين إلى إجابة الداعي إلى بيت المقدس في تفسير بعضهم حين يدعوهم من الصخرة من بيت المقدس . ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : يقوم ملك بين السماء والأرض بالصور فينفخ فيه ، والصور قرن ، فيذهب كل روح إلى جسده حتى يدخل فيه ، فيقومون من قبورهم ، فيجيبون بإجابة رجل واحد . بلغنا عن محمد بن كعب القرظي عن أبي هريرة قال : تجعل الأرواح في الصور مثل النحل ، ثم ينفخ فيه صاحب الصور ، فيذهب كل روح إلى جسده . وقال في آية أخرى : { يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ } أي : من القبور سِرَاعاً [ المعارج : 43 ] أي : إلى المنادي إلى بيت المقدس . { مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ } قال بعضهم : رافعي رؤوسهم شاخصة أبصارهم . { لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ } أي : يديمون النظر . { وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ } قال : انتزعت القلوب فغصّت بها الحناجر ، فلا هي تخرج من أفواههم ولا تعود إلى مكانها . وذكروا عن أبي هريرة قال : " يحشر الناس ثلاث أمم : أمة على الإِبل ، وأمة على أقدامهم ، وأمة على وجوههم . قال : قيل يا رسول الله : كيف يمشي على وجهه ؟ قال : إن الذي أمشاه على قدميه قادر أن يمشيه على وجهه "