Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 103-106)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَلَقَدْ نَعْلَمْ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ } يعنون عبداً لابن الحضرمي في قول الحسن وغيره . وبعضهم يقول : عداس ، غلام عتبة . وكان الكلبي يجمعهما جميعاً ويقول : كان عداس يهودياً فأسلم . وكان يقرآن كتابهما بالعبرانية ، وكانا أعجمي اللسان . قال : { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيُّ } أي : يميلون إليه في تفسير الكلبي . وقال الحسن : الذي يذهبون إليه أنه يعلِّم محمداً أعجمي ، أي : كيف يعلّم صاحب اللسان الأعجمي صاحب اللسان العربي ، والعربي لا يفهم اللسان الأعجمي ولا يعلم ما يقول : ألا تراه يقول : { وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ } أي : بيّن . وفي قول الحسن : هو عبد لابن الحضرمي ، وكان كاهناً في الجاهلية . وقال مجاهد : هو عبد لابن الحضرمي ، رومي وصاحب كتاب . قال : يقول الله : { لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ } أي : يتكلم بالرومية ، وهذا لسان عربي مبين . فكيف ينقل اللسان العجميَّ [ ذو ] اللسان العربي بما لا يفهمه عنه من لسانه . قوله : { إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بآيَاتِ اللهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللهُ } هؤلاء الذين لا يريد الله أن يهديهم يلقونه بكفرهم . وهو كقوله : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللهُ أَن يَّطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [ المائدة : 41 ] أي : بكفرهم . { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } أي : موجع . قوله : { إِنَّمَا يَفْتَرِي الكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللهِ } يعني المشركين { وَأُوْلَئِكَ هُمُ الكَاذِبُونَ } . قوله : { مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ } نزلت في عمار بن ياسر وأصحابه . أخذهم المشركون فوقفوهم على الكفر بالله وبرسوله ، فخافوا منهم ، فأعطوهم ذلك بأفواههم . ذكروا أن عمار بن ياسر قال : أخذني المشركون فلم يتركوني حتى شتمت رسول الله وذكرت آلهتهم بخير . قال : [ فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ] فقال لي : " ما وراءك ؟ " قلت : شرٌّ يا رسول الله ، والله ما تُرِكتُ حتى نلت منك وذكرت آلهتهم بخير . قال فقال لي رسول الله : " كيف تجد قلبك ؟ " قلت : أجد قلبي مطمئناً بالإِيمان . قال : " فإن عادوا فعد " فبلغنا أن هذه الآية نزلت عند ذلك : { إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بالإِيمَانِ } أي : راضٍ بالإِيمان . قال : { وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً } قال بعضهم : يعني عبد الله بن أبي سرح ، { فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي : في الآخرة .