Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 98-102)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِذَا قَرَأْتَ القُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ } . والرجيم الملعون ، رجمه الله باللعنة . قال الحسن : نزلت في الصلاة ، ثم صارت سنة في غير الصلاة إذ أراد أن يقرأ ، وليس بمفروض . قوله : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } وهو كقوله : { إِنَّ عِبَادِي } يعني المؤمنين { لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } [ الحجر : 42 ] أي : لا تستطيع أن تضلّهم ؛ وكقوله : { وَمَن يَّهْدِ اللهُ فَمَا لَهُ مِن مُّضِلٍّ } [ الزمر : 37 ] . قال : { إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ } أي : الشيطان ، أي : يعبدونه ويطيعونه ، قال الحسن من غير أن يستطيع أن يكرههم هو عليه . وهو مثل قوله : { مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ } أي : بِمُضِلِّينَ { إِلاَّ مَنْ هُوَ صَالِ الجَحِيمِ } [ الصافات : 162 - 163 ] أي : لا تضلوا إلا من هو صالى الجحيم . وكقوله : { وَمَن يُّضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ } [ الأعراف : 178 ] أي : لا يضل إلا خاسراً . قوله : { وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ } أي : والذين هم بالله مشركون . فيها تقديم . وتقديمها فاستعذ بالله ، ثم قال : { وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ } ، أي : بالله ؛ رجع إلى الكلام الأول . قال الحسن : أشركوا الشيطان بعبادة الله . قوله : { وَإِذَا بَدَّلْنَا ءَايَةً مَّكَانَ ءَايَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنْزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } وهذا في الناسخ والمنسوخ في تفسير بعضهم . قال الحسن : كانت الآية إذا نزلت فعُمِل بها وفيها شدّة ، ثم نزلت بعدها آية فيها لين قالوا : إنما يأمر محمد أصحابه بالأمر ، فإذا اشتد عليهم صرفهم إلى غيره ، ولو كان هذا الأمر من عند الله لكان أمراً واحداً وما اختلف ، ولكنه من قِبَل محمد . قال الله : { قُلْ } يا محمد { نَزَّلَهُ رُوحُ القُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالحَقِّ } والقدس الله ، وروحه جبريل . فأخبر أنه نزل به جبريل من عند الله ، وأن محمداً لم يغيّر منه شيئاً . قال : { لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } .