Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 28-30)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ } قال بعضهم : توفتهم عند الموت . وقال الحسن : هي وفاة إلى النار ، أي : حشر إلى النار . { فَأَلْقَوُا السَّلَمَ } قال بعضهم : استسلموا . وقال الحسن : أعطوا السلم أي : أسلموا فلم يقبل منهم ؛ وقال : إن في القيامة مواطن ، فمنها موطن يقرّون فيه بأعمالهم الخبيثة ، وهو كقوله : { وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ } [ الأنعام : 130 ] أي : في الدنيا . وموطن يجحدون فيه فقالوا : { مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ } فقيل لهم : { بَلَى إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } أي : في الدنيا إذ أنتم مشركون . وموطن آخر { قَالُوا : وَاللهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] فقال الله : { انظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ } [ الأنعام : 24 ] { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي : من عبادتهم الأوثان ، فلم تغن عنهم شيئاً ، وموطن آخر ، وهو آخرها ، أن يختم على أفواههم وتتكلم أيديهم { وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ } [ سورة : يس : 65 ] . قوله : { فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ } أي : عن عبادة الله عزّ وجلّ . { وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً } أي : أنزل خيراً . ثم انقطع الكلام . ثم قال : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا } أي : آمنوا { فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الأَخِرَةِ خَيْرٌ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ المُؤمِن حسنة ؛ يثاب عليها بالرزق في الدنيا ، ويجزى بها في الآخرة " وقال الحسن : { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ } : تكون لهم حسنتهم في الآخرة الجنة . قال : { وَلَدَارُ الأَخِرَةِ خَيْرٌ } أي : الجنة خير من الدنيا . { وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ } .