Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 31-33)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } . وقد فسّرناه قبل هذا الموضع . وعدن أشرف الجنان ، نسبت الجنان كلها إليها . قال : { لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللهُ المُتَّقِينَ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ المَلاَئِكَةُ } [ أي : تقبض أرواحهم ] { طَيِّبِينَ } . قال مجاهد : طيبين أحياء وأمواتاً أينما كانوا بالعمل الصالح { يَقُولُونَ } لهم { سَلاَمٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } . ذكروا أن الملائكة تأتي ولي الله عند الموت فيقولون : السلام عليك يا ولي الله ، الله يقرئك السلام وتبشره الملائكة بالجنة . ذكروا أن الله يقول لهم : ادخلوا الجنة برحمتي واقتسموها بأعمالكم . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الدرجة في الجنة فوق الدرجة كما بين السماء والأرض . وإن العبد ليرفع بصره فيلمع له برق يكاد يخطف البصر ، فيقول : ما هذا ؟ فيقال له : هذا نور أخيك فلان . فيقول أخي فلان ! كنا نعمل في الدنيا جميعاً ، وقد فضل عليّ هكذا ؟ فيقال : إنه كان أحسن منك عملاً . قال : ثم يجعل في قلبه الرضا حتى يرضى " قوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ } أي : ما ينظرون { إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمُ المَلاَئِكَةُ } أي : بالموت { أَوْ يَأْتِيَ أَمْرُ رَبِّكَ } أي : القيامة في تفسير بعضهم : وقال الحسن : هل ينتظرون إلا أن تأتيهم الملائكة ، أي : بعذابهم ، يعني مشركي العرب ، أو يأتي أمر ربك ، يعني النفخة الأولى التي يهلك بها آخر كفار هذه الأمة الدائنين بدين أبي جهل وأصحابه قبل عذاب الآخرة . قال : { كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } أي : كذلك كذب الذين من قبل مشركي العرب ، فأهلكناهم بالعذاب . قال : { وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } أي : يضرون ، وقال الحسن : ينقصون .