Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 82-87)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ البَلاَغُ المُبِينُ } . وكان هذا قبل أن يؤمر بقتالهم . يقول : ليس عليك أن تهديهم ؛ كقوله : { لَّيْسَ عَلَيْكَ هَدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ } [ البقرة : 272 ] . قوله : { يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَهَا } أي : يعرفون ويقرّون أن الله هو الذي خلقهم وخلق السماوات والأرض ، وأنه هو الرزاق ، ثم ينكرونها ، أي : بتكذيبهم . قال مجاهد : يعني نعمة الله التي قصّ في هذه السورة . قال : { وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ } يعني جماعتهم كلهم . كقوله : { يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ } [ الشعراء : 223 ] . أي : كلهم . قوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } أي : نبيّها يشهد عليهم أنه قد بلغهم . { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } هي مثل قوله : { هَذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } أي : بحجة . وهي مواطن ، لا يؤذن لهم في موطن في الكلام ، ويؤذن لهم في موطن . قوله : { وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ ظَلَمُوا العَذَابَ } يعني المشركين { فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي : سألوا الله أن يؤخرهم ويردهم إلى الدنيا حتى يتوبوا فلم ينظرهم ، أي : لم يؤخرهم . { وَإِذَا رَءَا الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ } أي : إذا رأوا الشياطين الذين كانوا يضلونهم في الدنيا ، أي : يعرف كل إنسان شيطانه { قَالُو رَبَّنَا } أي : يقول بنو آدم ربنا { هَؤُلاَءِ شُرَكَاؤُنَا } يعني من إبليس { الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ } لأنهم هم الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان . قال الله : { وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَاناً مَّرِيداً } [ النساء : 117 ] { فَأَلْقَوا إِلَيْهِمُ القَوْلَ } أي : فألقى بنو آدم إلى بني إبليس القول فقالوا لهم : { إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ } أي : إنكم كذبتمونا في الدنيا وغررتمونا { وَأَلْقَوْا إِلَى اللهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ } أي : أعطوا الإِسلام يومئذٍ واستسلموا له ، أي : آمنوا بالله وكفروا بالشياطين والأوثان { وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ } أي : عبادتهم إياهم في الدنيا افتراء على الله ، وهو الكذب . وهو كقوله : { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ مِن دُونِ اللهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا } [ غافر : 73 - 74 ] .