Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 88-90)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذَابِ } بلغنا عن ابن مسعود أنه قال : حيّات وعقارب ، لها أنياب مثل النخل الطوال تنهشهم . وقال الحسن : هو كقوله : { فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً } [ النبأ : 30 ] قوله : { بِمَا كَانُوا يُفْسِدُونَ } يعني الشرك ، وهو أعظم المعاصي . قوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِّنْ أَنفُسِهِمْ } يعني نبيّهم . وهو شاهد عليهم { وَجِئْنَا بِكَ } يا محمد { شَهِيداً عَلَى هَؤُلاَءِ } يعني أمته { وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ } أي : ما بيّن فيه من الحلال والحرام والكفر والإِيمان والأمر والنهي وكل ما أنزل الله فيه . ذكروا عن أبي الدرداء قال : أنزل القرآن على ست آيات : آية مُبَشّرة ، وآية منذرة وآية فريضة ، وآية تأمرك وآية تنهاك ، وآية قصص وأخبار . قال : { وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } . قوله : { إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى } أي : حق القرابة . ذكروا عن الحسن قال : حق الرحم ألا تحرمها ولا تهجرها . قال بعضهم : إن لم يكن لك مال تعطيه فامشِ إليه برجلك . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافىء ، ولكن الذي إذا انقطعت رحمه وصلها " قوله : { وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ } أي : عن المعاصي { وَالمُنْكَرِ } أي : الكذب { وَالبَغْيِ } أي : أن يبغي بعضهم على بعض . وكل هذا من المعاصي . { يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ذكر مجاهد عن ابن عباس قال : لو أن جبلاً بغى على جبل لَدُكَّ الباغي منهما . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ما من ذنب أجدر أن يعجّل لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم " بلغنا أنه لما نزلت هذه الآية قال بعض المشركين : إن هذا الرجل ، يعنون محمداً ، ليأمر بمحاسن الأخلاق .