Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 16, Ayat: 8-9)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَالخَيْلَ } يقول : وخلق الخيل { وَالبِغَالَ وَالحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً } أي : في ركوبها . وذكر بعضهم أن الله خلقها للركوب وللزينة . ذكروا عن جابر بن عبد الله أنهم أكلوا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير ، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمير والبغال ولم ينه عن الخيل . ذكر عطاء عن جابر بن عبد الله أنهم كانوا يأكلون لحم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وذكر عن الحسن قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية وعن ألبانها . ذكر الحكم الغفاري مثل ذلك . قال : وأَبَى البحر ذلك . قيل : من البحر ؟ قال : ابن عباس . قال : { قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ … } إلى آخر الآية . [ الأنعام : 145 ] . قال : { وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ } أي : من الأشياء كلها مما لم يذكر لكم . قوله : { وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ } أي : قصد الطريق ، أي : طريق الهدى إلى الجنة ، كقوله : { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى } [ الّيل : 12 ] . وكقوله : { هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } [ الحجر : 41 ] . وقال بعضهم : قصد السبيل : بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته . قوله : { وَمِنْهَا جَائِزٌ } أي : وعنها ، أي : عن السبيل جائز ، وهو الكافر جار عن سبيل الهدى . وجار عنها وجار منها واحد ، وهي في قراءة ابن مسعود : ومنكم جائر . قال بعضهم : جائر من السبيل ، أي : عن سبيل الهدى ، ناكب عنها . وذلك تفسيرها . قال : { وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ } . مثل قوله : { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لأَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً } [ يونس : 99 ] . وكقوله : { أَفَلَمْ يَيْأَسِ الذِينَ ءَامَنُوا أَن لَّوْ يَشَاءُ اللهُ لَهَدَى النَّاسَ جَميعاً } [ الرعد : 31 ] .