Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 107-110)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { قُلْ ءَامِنُوا بِهِ } يعني القرآن . يقول : قل للمشركين آمنوا به { أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَبْلِهِ } أي : من قبل هذا القرآن ، يعني المؤمنين من أهل الكتاب { إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ } أي : القرآن { يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } أي : للوجوه { سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً } أي : لقد كان وعد ربنا مفعولاً . { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ } أي : للوجوه { يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ } أي : القرآن { خُشُوعاً } . والخشوع الخوف الثابت في القلب . قوله : { قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ } وذلك أن المشركين قالوا : أما الله فنعرفه ، وأما الرحمن فلا نعرفه ، فقال الله : { قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ } أي : إنه هو الله وهو الرحمن . { أَيّاً مَّا تَدْعُوا } يقول أي الاسمين دعوتموه به { فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى } وقال : { وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالْرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي } [ الرعد : 30 ] . ذكروا عن الحسن أنه قال : الله والرحمن اسمان ممنوعان لا يستطيع أحد من الخلق أن ينتحلهما . قوله : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } . قال الكلبي : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو بمكة ، كان يجتمع إليه أصحابه ، فإذا صلّى بهم ورفع صوته سمع المشركون صوته فآذوه . وإن خفض صوته لم يُسمع من خلفه ؛ فأمره الله أن يبتغي بين ذلك سبيلاً . وقال مجاهد : حتى لا يسمعك المشركون فيسبوك . وقال بعضهم : كان نبي الله ، وهو بمكة ، إذا سمع المشركون صوته رموه بكل خبث ، فأمره الله أن يغض من صوته وأن يقتصد في صلاته . وكان يقال : ما أسمعتَ أذنيك فليس بتخافت . وذكر بعضهم قال : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا } أي : في الدعاء والمسألة . وذكروا عن ابن عباس أنه قال : إن من الصلاة سرّاً ، وإن منها جهراً ، فلا تجهر فيما تسرّ فيه ، ولا تسرَّ فيما تجهر فيه ، وابتغ بين ذلك سبيلاً . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع أبا بكر وهو يصلّي من الليل وهو يخفي صوته ، وسمع عمر وهو يجهر بصوته ، وسمع بلالاً وهو يقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة فقال " لأبي بكر : لم تخفي صوتك ؟ قال : إن الذي أناجي ليس ببعيد . قال : صدقت . فقال لعمر : لم تجهر بصوتك ؟ قال : أرضي الرحمن وأرغم الشيطان وأوقظ الوسنان . قال : صدقت . وقال لبلال : لم تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة ؟ قال : أخلط طيباً بطيب . قال : صدقت . فأمر أبا بكر أن يرفع من صوته ، وأمر عمر أن يخفض من صوته ، وأمر بلالاً إذا أخذ في سورة أن يفرغ منها " فأنزل الله : { وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً } .