Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 4-7)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ } قال الحسن : يقول : أعلمناهم . كقوله : { وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الأَمْرَ } [ الحجر : 66 ] أي : أعلمناه : ذكروا أن مجاهداً قال : { وَقَضَيْنَا } أي : كتبنا . { لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ } [ يعني لتهلكن في الأرض مرّتين ] { وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً } [ يعني لتقهرن قهراً شديداً ] . { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أَولاَهُمَا } أي : أولى العقوبتين { بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } تفسير مجاهد : إنهم فارس . { فَجَاسُوا خَلاَلَ الدِّيَارِ } فقتلوهم في الدِّيار وهدموا بيت المقدس وألقوا فيه الجيف والعذرة { وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً } أي : إنه كائن . ذكر بعضهم قال : عوقب القوم على علوّهم وفسادهم ، فبعث الله عليهم في الأولى جالوت الجزري ، فسبى وقتل وجاسوا خلال الدّيار كما قال الله . ثم رجع القوم على دخن فيهم كثير . قال : { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً } أي : أكثر عدداً . قوله : { ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ } ففعل ذلك بهم في زمان داود يوم طالوت . قال : { إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا } أي : فلأنفسكم . { فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الأَخِرَةِ } أي : من العقوبتين { لِيَسُؤُاْْ وُجُوهَكُمْ } وهي تقرأ على وجهين : { لِيَسوءَ } مخففة ، أي ليسوءَ الله وجوهَكم ، والوجه الآخر { لِيسُؤا } مثقلة ، يعني القوم وجوهَكم . { وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ } يعني بيت المقدس { كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ } أي : كما دخله عدوّهم قبل ذلك . قال : { وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً } أي : وليفسدوا ما غلبوا عليه فساداً . فبعث الله في الآخرة بختنصر البابلي المجوسي فقتل وسبى وخرب بيت المقدس ، وقذف فيها الجيف والعذرة . ويقال إن فسادهم الثاني قتل يحيى بن زكرياء ، فبعث الله بختنصر عقوبة عليهم بقتلهم يحيى ، فقتل منهم سبعين ألفاً . وذكر بعضهم قال : كان يحيى بن زكرياء في زمان لم يكن للرجل منهم أن يتزوج امرأة أخيه بعده . فإذا كذب متعمداً لم يُوَلَّ الملك . فمات الملك . وولى أخوه ، فأراد أن يتزوج امرأة أخيه [ الملك الذي مات ] . فسألهم فرخصوا له . وسأل يحيى بن زكرياء فأبى أن يرخص له . فحقدت عليه امرأة أخيه . وجاءت بابنة أخي الملك الأول إليه ، فقال لها : سليني اليوم حكمك . فقالت : حتى انطلق إلى أمي . فلقيت أمها فقالت : قولي له : إن أردت أن تفي لنا بشيء فأعطني رأس يحيى بن زكرياء ، فقالت : أقول له خيراً من هذا . فقالت هذا خير لك منه . فأتت إليه فسألته . فكره أن يُخلِفها ولا يُوَلَّى الملك . فدفع إليها يحيى بن زكرياء . فلما وضعت الشفرة على حلقة قال : [ قولي ] بسم الله هذا ما بايع عليه يحيى بن زكرياء عيسى بن مريم على أن لا يزني ولا يسرق ولا يلبس إيمانه بسوء . فلما أمَرَّت الشفرة على أوداجه فذبحته ناداها منادٍ من فوقها فقال : يا ربة البيت الخاطئة الغاوية . قالت : إنها كذلك فماذا تريد منها ؟ فقال : لِتَبْشِر ، فإنها أول من تدخل النار . قال فخسف بابنتها . فجاءوا بالمعاول فجعلوا يحفرون عنها وتدخل في الأرض حتى ذهبت ولم يُقدر عليها .