Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 54-57)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ } أي : بأعمالكم ، يعني المشركين { إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ } أي : يتوب عليكم فيمنّ عليكم بالإِيمان { أَوْ إِن يَّشَأْ يُعَذِّبْكُمْ } أي : بإقامتكم على الشرك { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً } أي : حفيظاً لأعمالكم حتى تجازيهم بها . قوله : { وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ } . قال الحسن : كلَّم بعضَهم ، واتخذ بعضهم خليلاً ، وأعطى بعضهم إحياءَ الموتى . { وَءَاتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً } . وهو اسم الكتاب الذي أعطاه الله . قال بعضهم : بلغنا أن الزبور دعاء علّمه الله داود ، وهو تحميد وتمجيد لله ، وليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تخيّروا بين الأنبياء " وذكر الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا سيد ولد آدم يوم القيامة " . قوله : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ } يعني الأوثان { فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلا } يملكون { تَحْوِيلاً } أي : لما نزل بكم من الضر . أي : أن تحولوا ذلك الضر إلى غيره أهون منه . قوله : { أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ } أي : القربة { أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ } أي : الجنة { وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } أي : النار { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراًً } أي : يحذره المؤمنون . ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه قال : نزلت في نفر من العرب كانوا يعبدون نَفَراً من لجن ، فأسلم الجنيون ولم يعلم بذلك النفر من العرب . قال الله : { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ } يعني الجنيين الذين يعبدهم هؤلاء { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ … } إلى آخر الآية . وتفسير الحسن : أنهم الملائكة وعيسى . يقول : أولئك الذين يعبدهم المشركون والصابئون والنصارى . لأن المشركين قد كانوا يعبدون الملائكة والصابئون يعبدونهم . قال بعضهم : بلغنا أن آل بني مليكة كانوا يعبدون الملائكة والنصارى تعبد عيسى . قال : فالملائكة وعيسى الذين يعبد هؤلاء { يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } .