Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 58-59)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ القِيَامَةِ } أي : تموت بغير عذاب { أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَاباً شَدِيداً } أي : يكون موتهم بالعذاب . قال بعضهم : قضى الله إما أن يُهلكوا بموت أو بعذاب إذا تركوا أمرَه وكذبوا رسلَه ، يعني إهلاك الأمم بتكذيبها الرسل . { كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً } أي : مكتوباً . وقال في آية أخرى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ } [ آل عمران : 185 ] . قوله : { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالأَيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ } أي : إن القوم كانوا إذا سألوا نبيَّهم الآيةَ فجاءتهم الآية ، لم يؤمنوا فيُهلكهم الله . وهو كقوله : { قَالُوا } يعني مشركي العرب للنبي : { فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ } أي : موسى وعيسى والرسل التي جاءت قومها بالآيات . قال الله : { مَا ءَامَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ } أي : من أهل قرية { أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } [ الأنبياء : 5 - 6 ] أي : لا يؤمنون لو جاءتهم أية . وقد أخَّر الله عذاب كفار آخر هذه الأمة بالاستئصال إلى النفخة الأولى . قال : { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالأَيَاتِ } إلى قومك يا محمد { إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ } وكنا إذا أرسلنا إلى قوم بآية فلم يؤمنوا أهلكناهم ، فلذلك لم نرسل لهم بالآيات ، لأن آخر كفار هذه الأمة أُخِّروا إلى النفخة الأولى . قال بعضهم : قال أهل مكة للنبي عليه السلام : إن كان ما تقول حقّاً ، ويَسُرُّك أن نؤمن لك فحوِّل لنا الصفا ذهباً ، فأتاه جبريل فقال : إن شئت كان الذي سألك قومك ، ولكن إن هم لم يؤمنوا لم يُنظَروا ، وإن شئت استأنيتَ بقومك . قال : " لا ، بل أستأني بقومي " فأنزل الله : [ { وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالأَيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ } ] وأنزل : { مَا ءَامَنَتْ قَبْلَهُم مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ } . قوله : { وَءَاتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً } أي : بيّنة . [ وقال مجاهد : آية ] { فَظَلَمُوا بِهَا } أي : ظلموا أنفسهم بعقرها { وَمَا نُرْسِلُ بِالأَيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً } . أي : يخوّفهم الله بالآيات فيخبرهم أنهم إذا لم يؤمنوا بعد مجيء الآية عذَّبهم .