Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 60-60)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ } أي : أوحينا إليك { إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ } قال : عصمك من الناس ، أي : منعك منهم فلا يصلون إليك حتى تبلغ عن الله الرسالة . كقوله : { وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ } [ المائدة : 67 ] أي : أن يصلوا إليك حتى تبلغ عن الله الرسالة . وكقوله : { عَالِمُ الغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ } أي : من بين يدي ذلك الرسول { وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً } أي : رصداً من الملائكة { لِّيَعْلَمَ } أي : ذلك الرسول { أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاَتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ } [ الجن : 28 ] أي : أحاط الله بما لديهم حتى يبلغوا عن الله الرسالة . ذكروا أن مجاهداً قال : أحاط بالناس ، فهم في قبضته . ذكروا عن الحسن أن النبي عليه السلام شكا إلى ربه أمر قومه فقال : يا ربّ ، إن قومي قد خوَّفوني ، فأعطني من قِبَلك آية أعلم ألا مخافة عليّ . فأوحى الله إليه أن يأتي وادي كذا وكذا فيه شجرة ، فليدع غصناً منها يأته . فانطلق إلى الوادي فدعا غصناً منها ، فجاء يخط في الأرض خطاً حتى انتصب بين يديه . فحبسه ما شاء الله أن يحبسه ، ثم قال : ارجع كما جئت ، فرجع . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " علمت يا رب ألا مخافة عليّ " قوله : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّءْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ } يعني ما أراه الله ليلة أُسرِي به ، وليس برؤيا المنام ، ولكن بالمعاينة { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } يعني مشركي مكة . إن النبي عليه السلام لما أخبرهم بمسيره إلى بيت المقدس ورجوعه من ليلته كذّب بذلك المشركون فافتتنوا بذلك . وقال بعضهم : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ } أي : ما أراه الله من الآيات والعبر في مسيره إلى بيت المقدس { إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } أي : إلا بلاء للناس . أي : المشركين . وقال الحسن : إن نفراً كانوا أسلموا ثم ارتدوا عند ذلك . قال : { وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْءَانِ } يقول : وما جعلنا أيضاً الشجرة الملعونة في القرآن ، يعني شجرة الزَّقُّوم ، وهو تفسير مجاهد والحسن ، إلا فتنة للناس ، أي : للمشركين . لما نزلت دعا أبو جهل بن هشام لعنة الله بتمر وزبد فقال : تعالوا تزقَّموا ، فما نعلم الزقّوم إلا هذا . فأنزل الله : { إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِّلظَّالِمِينَ } أي : للمشركين { إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الجَحِيمِ … } إلى آخر الآية [ الصّافّات : 63 - 64 ] فوصفها ووصف كيف يأكلونها في النار . وقال الحسن : يعني بقوله : { المَلْعُونَةَ فِي القُرْءَانِ } أي : إن أَكَلَتَها ملعونون في القرآن . كقوله : { وَاسْأَلِ القَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا } [ يوسف : 82 ] ، وإنما يعني أهل القرية . قال : { وَنُخَوِّفُهُمْ } أي : بشجرة الزَّقُّوم { فَمَا يَزِيدُهُمْ } أي : تخويفنا إياهم بها وبغيرها { إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً } .