Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 71-75)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } . أي : بكتابهم ، أي : ما نسخت عليهم الملائكة من أعمالهم . وقال بعضهم : { بِإِمَامِهِمْ } أي : بنبيّهم قال : { فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ } وقد فسّرناه قبل هذا الموضع { وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً } وقد فسّرناه في سورة النساء . قوله : { وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً } قال بعضهم : من كان في هذه الدنيا أعمى ، أي : عما عاين فيها من نعم الله وخلقه وعجائبه فيعلم أن له معاداً وأشباه هذا مما جعله الله تبصرة للعباد فيعلمون أن البعث حق ، فهو فيما يغيب عنه من أمر الآخرة أعمى وأضل سبيلاً ، أي : وأضل طريقاً . وقال الحسن : من كان في هذه الدنيا أعمى ، وهو الكافر عمي عن الهدى ، فهو في الآخرة أعمى في الحجة ، أي : ليست له حجة . كقوله : { لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى } [ طه : 125 ] . قوله : { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ } أي : ليضلونك . وقال بعضهم : ليصدونك { عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي : القرآن { لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً } أي : لو فعلت . وذلك أن المشركين خلوا بنبي الله عليه السلام بمكة ليلة حتى الصباح فقالوا : يا محمد ، إن الذي جئت به لم يجيء به أحد من قومك ، ورفقوا به ، وقالوا له : كُفَّ عن شتم آلهتنا وذمّها وانظر في هذا الأمر ، فإن هذا لو كان حقاً لكان فلان أَحقَّ به منك ، وفلان أحق به منك . فأنزل الله : { وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ … } الآية . قوله : { وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ } أي : بالنبوة ، أي : عصمناك بها { لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً إِذاً لأَذَقْنَاكَ } لو فعلت { ضِعْفَ الحَيَاةِ } أي : عذاب الدنيا { وَضِعْفَ المَمَاتِ } أي : عذاب الآخرة { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً } أي : فينتصر لك بعد عقوبتنا إياك .