Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 17, Ayat: 86-92)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَلَئِن شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ } أي : القرآن ، حتى لا يبقى منه شيء { ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنَا وَكِيلاً } أي : وليّاً يمنعك من ذلك . { إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ } فيها إضمار . يقول : وإنما أنزلناه عليك رحمة من ربك { إِنَّ فَضْلَهُ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا } يقول : أعطاك النبوة وأنزل عليك القرآن . ذكروا عن عبد الله بن مسعود قال : ليُسْرَيَنَّ على القرآن ليلة فلا تبقى منه آية في قلب رجل ولا في مصحف إلا رفعت . قوله : { قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا القُرْءانِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً } . أي : عوينا . قوله : { وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ } أي : ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل . { فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً وَقَالُوا لَن نُّؤْمِنَ لَكَ } أي : لن نصدقك { حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } أي : عيوناً ببلدنا هذا . { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الأَنْهَارَ خِلاَلَهَا } أي : خلال تلك الجنة . { تَفْجِيراً أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفاً } أي : قطعاً . وقال في آية أخرى : { إِن نَّشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ } [ سبأ : 9 ] . وقال : { وَإِن يَرَوْا كِسْفاً } والكسف القطعة { مِّنَ السَّمَاءِ سَاقِطاً يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ } [ الطور : 44 ] . وقال الكلبي : في قوله : { لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } قال : بلغنا والله أعلم أن عبد الله بن أبي أمية المخزومي هو الذي قال ذلك حين اجتمع الرهط من قريش بفناء الكعبة ، فسألوا نبي الله أن يبعث لهم بعض موتاهم ، أو يسخر لهم الريح ، أو يسير لهم جبال مكة فلم يفعل شيئاً مما أرادوا ، فقال عبد الله بن أبي أمية عند ذلك : ما تستطيع يا محمد أن تفعل لقومك بعض ما سألوك ، فوالذي يحلف به عبد الله بن أبي أمية لا أؤمن لك ، أي لا أصدقك ، { حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً } ، أي : عيوناً { أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَعِنَبٍ } … إلى قوله { كِسَفاً } ، أي : قطعاً . { أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالمَلاَئِكَةِ قَبِيلاً } أي : عياناً ، نعاينهم معاينة . وقال مجاهد : { قَبِيلاً } أي : على حدتها ، أي : على قبيلة . وقال في آية أخرى : { أَوْ جَاءَ مَعَهُ المَلاَئِكَةُ مُقْتَرِنِينَ } [ الزخرف : 53 ] .