Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 18, Ayat: 29-29)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَقُلِ الحَقَّ مِن رَّبِّكُمْ } يعني القرآن { فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ } وهذا وعيد هو له شديد ، أي : من آمن دخل الجنة ، ومن كفر دخل النار . قال : { إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ } أي : للمشركين والمنافقين { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي : سورها ، ولها عمد . فإذا مدّت تلك العمد أطبقت على أهلها ، وذلك حين يقول : { اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ } [ المؤمنون : 108 ] . فإذا قال ذلك أطبقت عليهم ؛ وهو قوله : { إِنَّهُا عَلَيْهِم مُّؤْصَدَةٌ } أي : مطبقة { فِي عَمَدٍ مُّمَدَّدَةٍ } [ الهمزة : 98 ] . قوله : { وَإِن يَّسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ } . ذكروا عن عبد الله بن مسعود أنه أهديت له سقاية ذهب وفضة . فأمر بخدود فخدّت في الأرض . ثم قذف فيها من جزل الحطب . ثم قذف فيها تلك السقاية ، حتى إذا أزبدت وماعت قال لغلامه : ادع من بحضرتنا من أهل الكوفة . فدعا رهطاً . فلما دخلوا عليه قال : أترون هذا ؟ قالوا : نعم . قال : ما رأينا في الدنيا شبهاً للمهل أدنى من هذا الذهب وهذه الفضة حين أزبد وماع . وقال بعضهم : المهل كعكر الزيت . وقال مجاهد : المهل : القيح والدم . قوله : { يَشْوِي الوُجُوهَ } أي : يحرق الوجوه إذا أهوى ليشربه . { بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً } أي : منزلاً ومأوى . وقال مجاهد : { وَسَاءَتْ مُرْتَفَقاً } أي : مجتمعاً . وقوله : وساءت أي : بئس المنزل والمأوى هي جهنم . وهذا وعيد هوله شديد لمن كفر .