Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 19, Ayat: 11-15)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ المِحْرَابِ } قال الحسن : من المسجد { فَأَوْحَى إِلَيْهِمُ } أي : أومأ إليهم . وقال مجاهد : أشار إليهم { أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً } قال الحسن : أي : صلوا لله بالغداة والعشي . قوله : { يَايَحْيَى خُذِ الكِتَابَ بِقُوَّةٍ } أي : بجدّ . { وَءَاتَيْنَاهُ الحُكْمَ صَبِيّاً } أي : الفهم والعقل . وبلغنا أنه كان في صغره يقول له الصبيان : يا يحيى تعال نلعب ؛ فيقول : ليس للعب خُلِقنا . قوله : { وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا } . قال مجاهد : تعطُّفاً عليه من ربه . وقال الحسن وقتادة : الحنان الرحمة ، وهو واحد . قوله : { وَزَكاةً } . قال : الزكاة العمل الصالح . وهو قوله في سورة طَهَ : 76 : { خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّى } وقال الحسن : زكاة لمن قُبِل عنه حتى يكونوا أزكياء . وقال الكلبي : الزكاة الصدقة . قوله : { وَكَانَ تَقِيّاً } ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من آدمي إلا قد عمل خطيئة أو همّ بها غير يحيى بن زكرياء " . قوله : { وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ } [ يعني مطيعاً لوالديه ] { وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً } أي مستكبراً عن عبادة الله وطاعته . { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً } ذكر الحسن أن يحيى وعيسى التقيا فقال له عيسى : استغفر لي ، أنت خير مني ، فقال له يحيى : استغفر لي ، أنت خير مني . فقال له عيسى : أنت خير منّي : سلّمتُ على نفسي ، وسلّم الله عليك . قال الحسن : عرف واللهِ فضلَه . وإنما يعني بقوله : سلّم الله عليك قوله تعالى في يحيى : { وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً } . وقال عيسى : { إِنِّي عَبْدُ اللهِ ءَاتَانِي الكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيّاً وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ … } إلى قوله : { وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً } [ مريم : 33 ] .