Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 19, Ayat: 66-69)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَقُولُ الإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } هذا المشرك يكذب بالبعث . وقد ذكروا أنه قول أُبَيّ بن خلف للنبي عليه السلام حيث جاءه بعظم نخر ففتّه بيده ثم قال : يا محمد ، أيحيي الله هذه ؟ وتفسيره في سورة يس . قال تعالى : { أَوَلاَ يَذْكُرُ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } أي : فالذي خلقه ولم يكن شيئاً قادر على أن يبعثه يوم القيامة . ثم أقسم بنفسه فقال : { فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ } يعني المشركين { وَالشَّيَاطِينَ } الذين دعتهم إلى عبادة الأوثان . { ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً } أي على ركبهم . وهذا قبل دخولهم النار . وقال بعضهم : جثياً ، أي : جماعة جماعة . وقال الكلبي : جميعاً ، كل أمة على حدتها . قوله : { ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ } أي : من كل أمة . قال الحسن : يعني كفارها . { أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمنِ عِتِيّاً } أي : كفراً . وقال الحسن : شدة في المساءة . وقال الكلبي : أشد معصية . ذكر بعضهم قال : إذا كان يوم القيامة قال الجبار : { لِّمَنِ المُلْكُ اليَوْمَ } فلا يجيبه أحد ، فيرد على نفسه : { لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ اليَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لا ظُلْمَ اليَوْمَ إِنَّ اللهَ سَرِيعُ الحِسَابِ } [ غافر : 16 - 17 ] . ثم أتت عنق من النار تسمع وتبصر وتتكلم حتى إذا أشرفت على رؤوس الخلائق ، نادت بصوتها : ألا إني قد وكلت بثلاثة ، ألا إني قد وكلت بثلاثة : بمن ادعى مع الله إلهاً آخر ، أو قال : بمن جعل مع الله إلهاً آخر ، وبمن ادعى لله ولداً ، وبمن زعم أنه العزيز الحكيم . ثم صوبت رأسها وسط الخلائق فالتقطتهم كما يلتقط الحمام حب السمسم ، ثم غاصت بهم فألقتهم في النار . ثم عادت حتى إذا كانت مكانها نادت : إني قد وكلت بثلاثة ، إني قد وكلت بثلاثة : بمن سبّ الله ، وبمن كذب على الله ، وبمن آذى الله . فأما الذي سبّ الله فالذي زعم أن الله اتّخذ صاحبة وولداً ، وهو أحد صمد { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ } [ الإِخلاص : 3 - 4 ] . وأما الذي كذب على الله فهم الذين قالوا : { وَأَقْسَمُوا بِاللهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لاَ يَبْعَثُ اللهُ مَن يَمُوتُ بَلَى وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ } [ النحل : 38 ، 39 ] . وأما الذي آذى الله فالذي يصنع الصورة . فتلتقطهم كما يلتقط الطير الحب ، حتى تغيض بهم في جهنم . وقال بعضهم : تندلق عنق من النار فتقول : أمرت بثلاثة : بالذين كَذَّبوا الله ، وبالذين كَذَبُوا على الله ، وبالذين آذوا الله . فأما الذين كذّبوا الله فالذين كذبوا رسله وكتبه ، وأما الذين كَذَبوا على الله فالذين زعموا أن له ولداً ، وأما الذين آذوا الله فالمصوّرون .