Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 220-222)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ اليَتَامَى قُلْ إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } . قال بعض المفسّرين : لما نزلت هذه الآية : { وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ اليَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ } [ الأنعام : 152 ] ، و [ الإِسراء : 34 ] [ اشتدّت عليهم ] فكانوا لا يخالطونهم في المال ولا في المأكل ، ثم أنزل الله هذه الآية فنسختها . قال : { وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ المُفْسِدَ مِنَ المُصْلِحِ } [ فَرَخص لهم ] . قال الحسن : { إِصْلاَحٌ لَّهُمْ خَيْرٌ } أي توفير لأموالهم خير ، والله يعلم المفسد الذي يأكل يتيمه ولا يكافيه من المصلح . قال : { وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُمْ } أي لترككم في المنزلة الأولى لا تخالطونهم ، فكان ذلك عليكم عنتاً شديداً والعنت الضيق . وقال بعض المفسّرين : { وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُمْ } أي : لجهدكم ، فلم تقوموا بحق ، ولم تؤدوا فريضة . وقال مجاهد : { وَإِن تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ } في الدين . ويعني بالمخالطة مخالطة اليتيم في الراعي والإِدام . قال : { وَلَوْ شَاءَ اللهُ لأَعْنَتَكُمْ } فحرّم عليكم الراعي والإِدام . قال : { إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } . قوله : { وَلاَ تَنكِحُوا المُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ } يتزوجها المسلم إذا لم يجد طولاً { خَيْرٌ مِّن مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ } . ثم نسخ منها المشركات من أهل الكتاب الحرائر في سورة المائدة ، وأحل نساء أهل الكتاب فقال : { وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ } [ المائدة : 5 ] والمحصنات في هذه الآية : الحرائر ؛ فلا يحل تزويج الإِماء من أهل الكتاب ، وتوطأ بملك اليمين ، لأن الله يقول : { وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ المُحَصَناتِ المُؤْمِنَاتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ المُؤْمِنَاتِ } [ النساء : 25 ] . ولا توطأ الأمة من المشركات من غير أهل الكتاب حتى تسلم ، ولا تنكح حرة منهن حتى تسلم . قال الحسن : إذا قالت لا إله إلا الله وطئها . قوله : { وَلاَ تُنكِحُوا المُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا } فحرّم الله أن يتزوّج المسلمةَ أحدٌ من المشركين . وهو قوله : { لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحلُّونَ لَهُنَّ } [ الممتحنة : 10 ] . قوله : { وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ } تتزوجه المسلمة { خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ } قال بعض المفسّرين : ولو قال : أنا ابن فلان بن فلان { أُوْلَئِكَ } يعني المشركين ، { يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُوا إِلَى الجَنَّةِ وَالمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ } أي بأمره . { وَيُبَيِّنُ ءَايَاتِهِ } أي الحلال والحرام { لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } أي لكي يتذكّروا . قوله : { وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ } قال الحسن : إن الشيطان أدخل على أهل الجاهلية في حيض النساء ما أدخل على المجوس ؛ فكانوا لا يجالسونهن في بيت ، ولا يأكلون معهن ولا يشربون . وقال بعضهم : كان أهل الجاهلية لا تساكنهم حائض ولا تؤاكلهم في إناء . قال الحسن : فلما جاء الإِسلام سأل المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك ، فأنزل الله : { قُلْ هُوَ أَذًى } ؛ أي : قذر { فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ } أي : في الدم { وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ } . { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ } فاغتسلن { فَأْتُوهُنَّ } . ذكروا عن سعيد بن جبير قال : { فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ } ، أي : في الدم { وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ } فاغتسلن { فَأْتُوهُنَّ } . ذكروا عن أبي هريرة أنه قال : الحيضة تبدأ فتكون دماً خاثراً ، ثم يرق الدم فيكون صديداً ، ثم يكون صفرة ، فإذا رأت المرأة القصة البيضاء فهو الطهر . ذكروا عن عبد الله بن الزبير أنه قال : يا أيها الناس لا تغتروا بنسائكم ، فإن المرأة لا تطهر حتى ترى القصة البيضاء . ذكروا عن عائشة أنها قالت : يكره للنساء أن ينظرن إلى أنفسهن ليلاً ، وقالت : بذلك تكون الصفرة والكدرة . وذكروا عن عائشة أنها قالت : إذا أدخلت المرأة القطنة فخرجت متغيّرة فلا تصلّي حتى تطهر . ذكر بعضهم قال : إذا كانت الترية واصلة بالطهر فلا تصلي حتى تذهب . ذكروا عن عقبة بن عامر أنه كان يكره أن يطأ امرأته في اليوم الذي تطهر فيه . ذكروا عن عائشة أنها سئلت : ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً . فقالت : كل شيء ما خلا الفرج . غير واحد من العلماء أنهم سألوا عائشة ما يحل للرجل من امرأته إذا كانت حائضاً . قالت : كل شيء غير شعار الدم . قوله : { فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ } . ذكروا عن عكرمة عن ابن عباس أنه قال : من حيث نهاكم الله ، يعني قوله : { فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي المَحِيضِ } ، يقول : فلا تأتوهن في الفرج وهو تفسير مجاهد . قوله : { إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ } أي من الذنوب . ذكر بعض أهل العلم أنه قال : التائب من الذنب كمن لا ذنب له ؛ ثم تلا هذه الآية : { إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ } قال : إذا أحبّ الله عبداً لم يضره ذنب .