Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 275-277)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { الَّذِينَ يأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ } . ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حدّث عن ليلةِ أسرِيَ به فكان في حديثه أنه أتى على سابلة آل فرعون حيث ينطلق بهم إلى النار ، يعرضون عليها غدواً وعشياً ؛ فإذا رأوها قالوا : ربنا لا تقومن الساعة ، مما يرون من عذاب الله . قال : فإذا أنا برجال بطونهم كالبيوت ، يقومون فيقعون لظهورهم ولبطونهم ، فيأتي عليهم آل فرعون فيثردونهم بأرجلهم ثرداً . قلت : من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء أكلة الربا ، ثم تلا هذه الآية : { الَّذِينَ يأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ } . وقال الحسن : إن لأَِكَلَةِ الربا عَلَماً يعرفون به يوم القيامة أنهم أكلة الربا ، يأخذهم خبل ؛ فشبه الخبل الذي يأخذهم في الآخرة بالجنون الذي يكون في الدنيا . وقال مجاهد : { يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ } ، يوم القيامة في أكل الربا في الدنيا . { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا } هو الذي كانوا يعملون به في الجاهلية ؛ إذا حل مال أحدهم على صاحبه قال المطلوب : إن هذا ربا قالوا ، لا ، سواء علينا زدنا في أول البيع أو عند محل الأجل . فأكذبهم الله فقال : { وَأَحَلَّ اللهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا } . ذكروا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرطين في بيع ، وعن بيع وسلف ، وعن بيع ما ليس عندك ، وربح ما لم تضمن . ذكروا عن الحسن أنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الغرر . وذكروا عن الحسن أنه قال : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع البسر حتى يحمر ، وعن بيع العنب حتى يسود ، وعن بيع الحب حتى يبيض . قوله : { فَمَن جَآءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ } يعني البيان الذي في القرآن في تحريم الربا { فَانتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ } أي غفر الله له ما سلف . ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل ربا في الجاهلية فهو موضوع " . ذكروا عن عروة بن الزبير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أسلم على شيء فهو له " . وقال الحسن في قوله : فله ما سلف { وَأَمْرُهُ إِلَى اللهِ } : غفر لَهُ ما سلف من ذلك ، ووقع أجره على الله لقبوله الموعظة . وقال السدي : وأمره إلى الله : إن شاء عصمه منه بعد ، وإن شاء لم يفعل . قوله : { وَمَنْ عَادَ } أي ومن عاد فاستحل الربا بعد تحريمه { فَأُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . قوله : { يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا } أي : يمحقه يوم القيامة فيبسط له { وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ } لأهلها أي : يضاعفها . [ يحيى عن عثمان عن سعيد المقبُري عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده ما تصدق عبد بصدقة فتقع في يد السائل حتى تقع في يد الله ، ثم يربّيها لصاحبها كما يربّي أحدكم فَلُوَّه أو فصيله ، حتى تصير اللقمة مثل أحد ] " { وَاللهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ } . أثيم لأكله الربا ، والكفر أعظم الإثم . قوله : { إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } يعني ما افترض الله عليهم { وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ } وهما فريضتان واجبتان { لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } أي الجنة { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } .