Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 273-274)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ } قال الحسن : أحصرهم الفقر وهم أهل تعفف . { يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ } بفقرهم { أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ } أي بتعففهم ، أي فأعطوهم من نفقاتكم . قال مجاهد : هم مهاجرو قريش بالمدينة مع النبي عليه السلام ، أمر الله بالصدقة عليهم . وقال الكلبي : هم أصحاب صُفّة مسجد النبي عليه السلام ، قوم لم تكن لهم مساكن بالمدينة ولا عشائر ، وكانوا يلتمسون الرزق بالنهار بالمدينة ، ويأوون إلى صفة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن كان عنده فضل أتاهم به إذا أمسوا ، وهم الذين أحصروا في سبيل الله . قال : { تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ } أي : بعلاماتهم { لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً } [ أي إلحاحاً ] ذكروا عن أبي ذر أنه قال : من كانت له أربعون ثم سأل فقد ألحف ، يعني أربعين درهماً : وبعض الفقهاء يقول : إذا كانت له خمسون درهماً لم تحل له الصدقة . عامة فقهائنا : أبو عبيدة وغيره ، يقولون : صاحب الخادم والمسكن والغلام وصاحب المائة والمائتين يعطى من الزكاة إذا كان لا تقوتهم ولا يبلغ ما في يديه قوتهم . وقد يستحب لصاحب المائتين والخادم والمسكن والغلام أن يستعفف عن المسألة وعن الأخذ ، وإن أخذ فلا بأس . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المسكين ليس بالطواف الذي ترده التمرة والتمرتان والأكلة والأكلتان ، ولكن المسكين الذي لا يجد غناء يغنيه ولا يسأل الناس إلحافاً " . قوله : { وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ } من مال { فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ } أي يحفظه لكم حتى يجازيكم به . قوله : { الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْْوَالَهُم بِالَّيْلِ والنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } أي : في الآخرة { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } أي على الدنيا . ذكر بعضهم أنها نزلت في علف الخيل . وذكروا أن هذه الآية لما نزلت " عمد رجل من فقراء المسلمين إلى أربعة دراهم ، لا يملك غيرها ، فقال : إن الله يقول : { الذين ينفقون أموالهم باليل والنهار سراً وعلانية } . فتصدّق بدرهم بالليل ودرهم بالنهار ، وبدرهم في السر ودرهم في العلانية ؛ فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : أأنت الذي أنفقت درهماً بالليل ودرهماً بالنهار ، ودرهماً في السر ودرهماً في العلانية ؟ فقال الرجل : الله ورسوله أعلم ؛ إن كان الله أطلع رسوله على شيء فهو ما أطلعه عليه ؛ فقال له رسول الله : نعم ، قد أطلعني الله على فعلك ، والذي نفسي بيده ما تركت للخير مطلباً إلا وقد طلبته ، ولا من الشر مهرباً إلا وقد هربت منه ؛ اذهب فقد أعطاك الله ما طلبت ، وآمنك مما تخوفت " .