Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 281-282)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ } قال الحسن : خير لكم في يوم ترجعون فيه إلى الله : { ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } أي لا يُنْقَصُون ، يعني المؤمنين ، يُوَفَّون حسناتهم يوم القيامة . قال الحسن : هي موعظة يعظ بها المسلمين . قوله : { يَا أَيُّهَا الذِينَ ءَامَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ } بين البائع والمشتري ، يعدل بينهما في كتابه ، لا يزيد على المطلوب ولا ينقص من حق الطالب . { وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللهُ } الكتابة وترك غيره فلم يعلمه . { فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقُّ } يعني المطلوب . وقال الحسن : فإن كان الطالب يقدر على من يكتب فهو واسع . قال : { وَلْيَتِّقِ اللهَ رَبَّهُ وَلاَ يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً } أي لا ينقص من حق الطالب . ثم قال : { فَإِن كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً } يعني جاهلاً بالأموال أو عاجزاً أو أخرق أو أحمق . { أَوْ لاَ يَسْتَطِيعُ أَن يُّمِلَّ هُوَ } يعني الذي عليه الحق لا يحسن أن يمل { فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ } أي ولي الحق ، يعني الطالب { بِالْعَدْلِ } أي لا يزدد شيئاً . وقال بعضهم : السفيه : المرأة الضعيفة والأحمق الذي لا يحسن أن يملّ . قوله : { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ } أي من أحراركم { فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَـ } ليكن { رَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَونَ مِنَ الشُّهَدَاءِ } . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تجوز شهادة ذي الظِّنة وذي الحِنّة وذي الجِنة " وتفسير ذي الظنة المتهم ، والحنة العداوة بين الرجلين ، والجنة الجنون . ذكروا عن شريح أنه قال : لا أجيز شهادة الخصم ، ولا الشريك ، ولا دافع المغرم ، ولا شهادة الأجير لمن استأجره في تلك الضيعة بعينها . قوله : { أَن تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا } أي أن تنسى إحداهما الشهادة { فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى } أي تذكر التي حفظت شهادتها الأخرى . وهي تقرأ بالتخفيف والتثقيل ؛ فمن قرأها بالتخفيف فهي قد ذكر لها فذكرت . وقد يكون أن يذكر الإِنسان صاحبه فلا يذكر ، ولكن هذه قد ذكرت ، فهي في كلا الوجهين قد ذكرت . قوله : { وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا } . قال بعضهم : كان الرجل يأتي الحِواء العظيم يطلب من يشهد له فلا يتبعه منهم رجل واحد ، فنهى الله عن ذلك . وقال الحسن إذا وجد غيره فهو واسع . ذكروا عن الحسن أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يفيض المال ويظهر العلم ويكثر التجار " قال الحسن : لقد أتى على الناس زمان وما يقال إلا تاجر بني فلان ، وكاتب بني فلان ، ما يكون في الحي إلا التاجر الواحد والكاتب الواحد . قوله : { وَلاَ تَسْأَمُوا } ولا تمَلوا { أَن تَكْتُبُوهُ } يعني الحق { صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ } أي أعدل { عِندَ اللهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ } أي أصوب للشهادة { وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُوا } أي أجدر ألا تشكوا في الحق والأجل والشهادة إذا كان مكتوباً . قال : { إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً } أي حالة { تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ } ليس فيها أجل { فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ } أي حرج { أَلاَّ تَكْتُبُوهَا } يعني التجارة الحاضرة . قوله : { وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ } أي أشهدوا على حقكم ، كان فيه أجل أو لم يكن فيه أجل . ذكروا عن الحسن أنه قال : نسخها { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً } [ البقرة : 283 ] . قال الحسن : فأنا أشك ، ذكر الكتاب وحده أو ذكر الكتاب والشهادة بغير كاتب . ذكروا عن ابن عمر أنه كان إذا اشترى بنقد أو بنسئة أشهد عليه . قوله : { وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ } . قال بعضهم : لا يجيء يقيمه في حال شغله . وقال بعضهم : هي في الكاتب والشاهد يدعوهما إلى الكتاب والشهادة عند البيع ، ولهما حاجة فيشغلهما عن حاجتهما ، يضارّهما بذلك ، وهو يجد غيرهما ، فيقول لهما : قد أمركما الله بالشهادة ، فلْيَدَعْهما لحاجتهما ، وليلتمس غيرَهما . وقال مجاهد : لا يُقامُ عن شغله وحاجته في نفسه أو يخرج . قال : { وَإِن تَفْعَلُوا } أي تضاروا الكاتب والشهيد { فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ } أي معصية لكم . وبلغنا عن عطاء أنه قال : هي في الوجهين جميعاً : إذا دعي ليُشهَد أو ليَشهَد بما عنده من الشهادة . قال : { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ } أي فاتقوا الله ولا تعصوه فيهما .