Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 2, Ayat: 283-284)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال : { وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِباً فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ } . ذكروا أن شريحاً والحسن قالا : الرهن بما فيه . ذكروا عن علي بن أبي طالب قال : يتراددان الزيادة والنقصان . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " الرهن لا يغلق من صاحبه الذي رهنه ، له غنمه وعليه غرمه " . ذكروا عن جابر بن زيد وأبي عبيدة أنهما قالا : إن كان بأقل مما فيه فهو بما فيه ، وإن كان بأكثر مما فيه فإنه يرد الفضل . قوله : { فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضاً } يعني فإن كان الذي عليه الحق أميناً عند صاحب الحق ، فلم يرتهن منه في السفر لثقته به وحسن ظنه بوفاء الذي عليه ، قال : { فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ } أي ليؤد الحق الذي عليه إلى صاحبه { وَلْيَتَّقِ اللهَ رَبَّهُ } . وكان الحسن يقول : نسخت هذه الشهادة ، أو قال : الكتابَ والشهادة . قوله : { وَلاَ تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ } أي عند الحاكم ، إذا دعي إليها فليُقِمها على وجهها . { وَمَن يَكْتُمْهَا } فلا يشهد إذا دعي إليها { فَإِنَّهُ ءَاثِمٌ قَلْبُهُ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي من كتمان الشهادة وإقامتها { عَلِيمٌ } . ذكر الحسن قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يمنعَنَّ أحدَكم مخافةُ الناسِ أن يقول الحق إذا شهده أو علمه " . ذكروا عن الحسن عن النبي عليه السلام مثل ذلك . قال الحسن : أما والله ما هو بالرجل يوانب السلطان . ولكن الرجل تكون عنده الشهادة فيشهد بها . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن خير الشهداء الذي يأتي بشهادته قبل أن يُسْأَلَهَا " . قوله : { لِّلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللهُ فِيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } . قال بعض المفسّرين : نزلت هذه الآية فجهدتهم ، وكبرت عليهم ، فأنزل الله بعدها آية فيها يسر وتخفيف وعافية ، فنسختها : { لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا } [ البقرة : 286 ] . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تجاوز لأمتي عمَّا حدثت به أنفسَها ما لم تعمل أو تتكلم به " . وتفسير مجاهد : { وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ } ، أي : من اليقين أو الشك .