Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 37-40)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ } وعلى حواء . ذكروا عن ابن عباس قال : هو قولهما : { رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ } [ الأعراف : 23 ] . وبعضهم يقول : قال آدم : يا رب أرأيت إن تُبتُ وأصلحتُ . قال : أرجعك إلى الجنة . قوله : { قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً } قد فسّرناه في الآية الأولى . قال : { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } . والهدى في هذا الموضع هو الرسل . وهو حجة الله عليهم في الآخرة حيث يقول : { يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي } [ الأعراف : 35 ] . قال : { فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } في الآخرة من النار { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } أي على الدنيا . ذكر بعض أهل العلم أنه ذكر هذه الآية فقال : ما زال لله في الأرض أولياء منذ هبط آدم ، ما أخلى الله الأرض لإِبليس إلا وفيها أولياء لله يعملون بطاعته . وقال الكلبي : فعند ذلك أخذ عنهم الميثاق في صلب آدم . قوله : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ } أي أهل النار { هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } . لا يموتون ولا يخرجون منها . قوله : { يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ } يقول لمن بقي من بني إسرائيل ممن أدرك النبي عليه السلام : { اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } يذكرهم ما فعل بأوائلهم وما أنجاهم من آل فرعون ؛ كانوا يذبحون أبناءهم ، ويستحيون نساءهم فلا يقتلونهن ، وأنجاهم من الغرق ، وظلّل عليهم الغمام ، وأنزل عليهم المنّ والسلوى ، وما أنزل عليهم من الآيات مع نعمته التي لا تحصى . قوله : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } . قال [ بعضهم ] : هي التي في المائدة : { وَلَقَدْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً } ؛ من كل سبط رجل شاهد على سبطه ، { وَقَالَ اللهُ إِنِّي مَعَكُمْ } في الميثاق { لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَءَاتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَءَامَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ } أي ونصرتموهم { وَأَقْرَضْتُمُ اللهَ قَرْضاً حَسَناً } قال مجاهد : أي قرضاً حلالاً . وقال غيره : القرض الحسن أن يكونوا محتسبين في قرضهم : { لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ } [ المائدة : 12 ] . فهو كقوله : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } . وقال الكلبي : كان الله عهد إلى بني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام وأنبياء بني إسرائيل أني باعث من بني إسماعيل نبيّاً أميّاً . فمن اتّبعه وصدّق به وبالنور الذي أنزل معه ، أي الذي أتى به ، أي الذي أنزل عليه ، أغفر له ذنبه ، وأدخله الجنة ، وأجعل له أجرين اثنين : أجراً باتباعه ما جاء به موسى وأنبياء بني إسرائيل ، وأجراً آخر بإيمانه بالنبيّ الأميّ . فلما بعث الله محمداً عليه السلام بما يعرفونه ذكَّرهم الله عهده فقال : أوفوا بعهدي في هذا النبي أوف بعهدكم الذي عهدت لكم من الجنة . { وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } مثل قوله : { وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } [ البقرة : 41 ] .