Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 41-45)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَءَامِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ } [ يعني القرآن ] { مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَكُمْ } من الكتب . { وَلاَ تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ } يعني قريظة والنضير ، لأن نبي الله قدم عليهم المدينة ، فعصوا الله ، وكانوا أول من كفر به من اليهود ، ثم كفرت خيبر وفدك ، وتتابعت اليهود على ذلك من كل أرض . قال : { وَلاَ تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ } . يعني الآيات التي وصف الله بها محمداً عليه السلام في كتابهم ، فأخفوها من الأميين والجهال من اليهود . وكان الذين يفعلون ذلك الرهط الذين سمّيت في أول السورة : كعب بن الأشرف وأصحابه . وكانت لهم مأكلة من اليهود كل عام ، فذلك الثمن القليل . خافوا إن تابعوا محمداً عليه السلام أن تذهب مأكلتهم . وقال الحسن : هو مثل قوله : { فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } [ البقرة : 79 ] ، يعني عرضاً من الدنيا يسيراً ، وهو ما أخذوا عليه من الثمن . قوله : { وَلاَ تَلْبِسُوا الحَقَّ بِالبَاطِلِ } أي لا تخلطوا الحق بالباطل . وقال بعضهم : ولا تلبسوا الإِسلام باليهودية والنصرانية . قوله : { وَتَكْتُمُوا الحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } أي : وأنتم تعلمون أن محمداً رسول الله ، وأن الإِسلام دين الله ، يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإِنجيل . قوله : { وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَءَاتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } أي : مع المصلّين أهل الإِسلام ، أمرهم أن يدخلوا في دين رسول الله . قوله : { أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ } أي : وتتركون العمل بما تأمرون به { وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الكِتَابَ } بخلاف ما تفعلون { أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } ما تأمرون به . يعني أحبار اليهود والمنافقين . قوله : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ } . قال الحسن : استعينوا بالصبر على الصلاة وعلى الدين كله ، فخص الصلاة [ لمكانها ] من الدين . وقال بعضهم : الصبر هاهنا الصوم . وقال بعضهم : استعينوا على الدنيا بالصبر والصلاة . قوله : { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ } أي : لثقيلة ، يعني الصلاة . { إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } والخشوع هو الخوف الثابت في القلب . وقال بعضهم : { وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ } أي : إلا على المتواضعين ، وهو كقوله : { وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ } [ الأنبياء : 90 ] أي : متواضعين .