Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 125-128)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى } أي : عن حجّتي { وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً } أي عالماً بي حتى في الدنيا ، وإنما علمه ذلك عند نفسه في الدنيا ، كان يحاجّ في الدنيا . [ جاحداً لما جاء من الله ] . وقال بعضهم : أعمى عن الحق ، أي : في الدنيا . قال الله عز وجل : { كَذَلِكَ أَتَتْكَ ءَايَاتُنَا } أي : لأنه أتتك آياتنا في الدنيا { فَنَسِيتَهَا } أي : فتركتها ولم تؤمن بها . { وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى } أي : تترك في النار . وقال بعضهم : نُسِي من الخير ، أي ترك من الخير ولم ينس من الشر ، أي : ولم يترك من الشر . قال عز وجل : { وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ } أي : من أشرك ، أي أسرف على نفسه بالشرك { وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلعَذَابُ الأخِرَةِ أَشَدُّ } من عذاب الدنيا { وَأَبْقَى } أي : لا ينقطع أبداً . قوله عزّ وجلّ : { أفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ القُرُونِ } قال الحسن : أي : قد بيّنا لهم ، مقرأه على النون ، كيف أهلكنا القرون الأولى ، يحذرهم ويخوفهم العذاب إن لم يؤمنوا . قال عزّ وجلّ : { يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ } أي : تمشي هذه الأمة في مساكن من مضى . أي يمشون عليها وإن لم تكن الديار قائمة ولكن المواضع ، كقوله عز وجل : { ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ القُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } [ هود : 100 ] أي منها قائم تراه ، ومنها حصيد لا تراه . قال عز وجل : { إِنَّ فِي ذَلِكَ لأَيَاتٍ لأُولِي النُّهَى } أي : لأهل العقول ، وبعضهم يقول : لأهل الورع ، وهم المؤمنون .