Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 124-124)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَمَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي } أي : فلم يتّبع هداي ولم يؤمن { فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً } أي عذاب القبر . وذكروا عن ابن مسعود قال : ( مَعِيشَةً ضَنْكاً ) : عذاب القبر . قال : يلتئم على صاحبه حتى تختلف أضلاعه . ذكروا أن الرجل المؤمن إذا وضع في قبره ، فانصرف عنه الناس ، أتاه صاحب القبر الذي وكل به ، فأتاه من قبل جانبه الأيمن ، فقالت له الزكاة التي كان يعطي : لا تفزعه من قِبَلي اليوم ، ثم أتاه من قبل رأسه فقال له القرآن الذي كان يقرأ : لا تفزعه من قِبَلي اليوم . ثم جاءه من قبل رجليه فقالت الصلاة التي كان يصلّي : لا تفزعه من قِبَلي اليوم . ثم جاءه من جانبه الأيسر ، فأيقظه إيقاظك الرجل الذي لا تحب أن تفزعه فقال له : من ربك ؟ فقال : الله وحده لا شريك له . ثم قال له : من نبيّك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم . قال : فما دينك ؟ قال : الإسلام ، وعلى ذلك حييت ، وعلى ذلك مت ؟ قال : نعم ، وعلى ذلك تبعث ؟ قال : نعم . قال : صدقت . قال : فيفتح له في جنب قبره ، فيريه منزله من الجنة وما أعد الله له من الكرامات ، فيشرق وجهه ، وتفرح نفسه ، ثم يقال له : نم نوم العروس الذي لا يوقظه إلا أعز أهله عليه . ويؤتى بالكافر فلا يجد شيئاً يحول دونه : لا صلاة ولا قراءة ولا زكاة ، فيوقظه إيقاظك الرجل الذي تحبّ أن تفزعه ، فيقول له : من ربّك ؟ فيقول أنت . فيقول : من نبيّك ؟ فيقول : أنت . فيقول : وما كان دينك ؟ فيقول : أنت . فيقول : صدقت ، لو كان لك إله تعبده لاهتديت له اليوم ، فيفتح له في جنب قبره فيريه منزله من النار وما أعد الله له من العذاب ، ويضربه ضربة يتناصل منها كل عظم من مفصله ، فيسمعه الخلق إلا الثقلين : الإِنس والجن ، ثم يقذف به في مقلى ينفخه نافخان لا يميل إلى هذا إلا رده إلى هذا ، ولا يميل إلى هذا إلا رده إلى هذا حتى ينفخ في الصور النفخة الأولى فيقال له : اخمد ؛ فيخمد حتى ينفخ في الصور النفخة الثانية ؛ فيبعث مع الخلق فيقضى له كما يقضى لهم ، لا راحة له إلا ما بين النفختين . قوله عزّ وجلّ : { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى } أي عن حجته . كقوله : { وَمَن يَدْعُ مَعَ اللهِ إلهاً آخَرَ لاَ بُرْهَانَ لَهُ بِهِ } [ المؤمنون : 117 ] أي : لا حجة لديه .