Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 20, Ayat: 82-87)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَنْ تَابَ } أي : من الشرك { وَءَامَنَ } أي : أخلص الإِيمان لله . { وَعَمِلَ صَالِحاً } أي في إيمانه { ثُمَّ اهْتَدَى } . ثم مضى بالعمل الصالح على إيمانه حتى يموت عليه . وقال بعضهم : { ثُمَّ اهْتَدَى } . ثم عرف الثواب . قوله عز وجل : { وَمَآ أَعْجَلَكَ عَن قَوْمِكَ يَامُوسَى قَالَ هُمْ أُولآءِ عَلَى أَثَرِى وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } أي : هُمْ أولاء ينتظرونني من بعدي بالذي آتيهم به ، وليس يعني أنهم يتبعونه . وقال بعضهم : يعني السبعة الذين اختارهم موسى ليذهبوا معه للميعاد . قال عز وجل : { قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِن بَعْدِكَ } أي : ابتلينا قومك من بعدك { وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ } يقول إن السامري قد أضلهم { فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً } أي : حزيناً مهموماً على ما صنع قومه من بعده . وقال الحسن : شديد الغضب . { قَالَ يَاقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً } أي في الآخرة على التمسك بدينه . { أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ العَهْدُ } قال مجاهد : الوعد { أَمْ أَرَدتُّمْ أن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِّن رَّبِّكُمْ } وهو مثل الحرف الأول { فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِي } . { قَالُوا مَآ أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا } أي : بطاقتنا { وَلَكِنَّا حُمِّلْنَآ } وهي تقرأ أيضاً خفيفة { حَمَلنا } { أَوْزَاراً } أي آثاماً . وقال مجاهد : أثقالاً ، وهو واحد . والثقل الاثم { مِّنْ زِينَةِ القَوْمِ } يعني قوم فرعون . { فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ } . وذلك أن موسى كان واعدهم أربعين ليلة ، فعدّوا عشرين يوماً وعشرين ليلة فقالوا : هذه أربعون ، فقد أخلف موسى الوعد . وكانوا استعاروا حليّاً لهم ؛ كان نساء بني إسرائيل استعاروه من نساء آل فرعون ليوم الزينة ، يعني يوم العيد الذي واعدهم موسى . وكان الله أمر موسى أن يسري بهم ليلاً ، فكره القوم أن يردوا العواري على آل فرعون ، فيفطن بهم آل فرعون . فأسروا من الليل والعواري معهم . فقال لهم السامري بعدما مضت عشرون يومًا وعشرون ليلة في غيبة موسى في تفسير الكلبي ، وقال بعضهم : بعدما مضت الثلاثون : إنما ابتليتم بهذا الحلي فهاتوه ، وألقى ما معه من الحليّ ، وألقى القوم ما معهم . وهو قوله : { فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقِى السَّامِرِيُّ } أي : ما معه كما ألقينا ما معنا . فصاغه عجلاً . ثم ألقى في فيه التراب الذي كان أخذه من تحت حافر فرس جبريل . وقال بعضهم : قد كان الله وقَّتَ لموسى ثلاثين ليلة وأتمّها بعشر . فلما مضت الثلاثون قال السامري : إنما أصابكم الذي أصابكم عقوبة بالحلي الذي معكم . فهاتوه . وكان حلياً استعاروه من آل فرعون ، فساروا وهي معهم فقذفوها إليه ، فصوروها صورة بقرة . وكان قد صرّ في عمامته قبضة من أثر فرس جبريل يوم جاز بنو إسرائيل البحر فقذفها فيه . { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } ، أي : جعل يخور خوار البقرة ، { فَقَالُوا } عدو الله : { هَذَآ إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسَى فَنَسِيَ } . وكان السامري من عظماء بني إسرائيل من قبيلة يقال لها سامرة . ولكنه نافق بعدما قطع البحر مع موسى .