Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 88-97)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الله : { فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَّهُ خُوَارٌ } أي كخوار البقرة . وقال مجاهد : له خوار ، حفيف الريح فيه . { فَقَالُوا هَذَآ إِلهُكُمْ وَإِلهُ مُوسَى فَنَسِيَ } أي فنسي موسى . يقول : إنما طلب هذا ولكنه نسيه ، خالف في الطريق طريقاً اخر . قال الله تعالى : { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَلاَّ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً وَلاَ يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ } أي : من قبل أن يرجع إليهم موسى حين اتخذوا العجل : { يَاقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ } أي بالعجل { وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ } أي لا نزول { عَاكِفِينَ } أي نعبده { حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } . { قَالَ } موسى لهارون لما رجع ورأى أنهم اتخذوا العجل : { يَاهَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي . قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلاَ بِرَأْسِي } وقد قال في آية أخرى : { وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ } [ الأعراف : 150 ] . { إنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَاءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي } أي : ولم تنتظر أمري ، يعني الميعاد برجوعه ، ولقد تركتهم وجئت ، وقد استخلفتك فيهم . يقول لو اتبعتك وتركتهم لخشيت أن تقول لي هذا القول . ثم أقبل موسى على السامري فـ { قَالَ } له : { فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ } أي ما حاجتك ؟ { قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ } يعني بني إسرائيل { فَنَبَذتُّهَا } أي : ألقيتها في العجل ، أي حين صاغه ، وكان صائغاً . فخار العجل ، وهي في قراءة ابن مسعود : من أثر الفرس ؛ كان أخذها من أثر فرس جبريل فَصَرَّها في عمامته يوم قطع البحر فكانت معه . ذكر ابن عباس أن هارون أتى على السامري وهو يصنع . فقال : ما تصنع ؟ قال : أصنع ما يضر ولا ينفع . فقال هارون : اللهم أعطه ما سألك على ما في نفسه . فلما صنعه قال : اللهم إني أسألك أن يخور ، فخار العجل ، وذلك لدعوة هارون . قوله عز وجل : { وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي } أي : وكذلك زيّنت لي نفسي : أي : وقع في نفسي إذا ألقيتها في العجل خار . { قَالَ } له موسى : { فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لاَ مِسَاسَ } أي : حياة الدنيا ، أي : لا تماس الناس ولا يماسونك ، فهذه عقوبتك في الدنيا ومن كان على دينك إلى يوم القيامة . والسامرة صنف من اليهود ؛ وبقايا السامرة حتى الآن بأرض الشام يقولون : لا مساس . قال : { وَإِنَّ لَكَ مَوْعِداً } يعني يوم القيامة { لَنْ تُخْلَفَهُ } أي : توافيه فيجزيك الله فيه بأسوأ عملك . وقال بعضهم : { لَنْ تُخْلَفَهُ } أي : لن تغيب عنه . { وَانظُرْ إِلَى إلهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفاً } أي : صرت عليه عاكفاً ، أي : عابداً { لَّنُحرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليَمِّ نَسْفاً } . قال بعضهم : [ لَنبرِدَنَّهُ ثم لننسفنَّه في اليم نسفاً ] وقال الكلبي : ذبحه موسى ، ثم أحرقه بالنار ، ثم ذَرَاه في البحر . وهذا في قول من قال : إنه تحوّل لحماً ودماً . وقوله : { لَنَنسِفَنَّهُ } هو حين ذَرَاه في البحر .