Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 20, Ayat: 98-101)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّمَآ إِلهُكُمُ اللهُ الذِي لآ إلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً } أي : ملأ كل شيء علماً ، أي لا يكون شيء إلا بعلم الله . قوله عز وجل : { كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِن أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ } أي : من أخبار ما قد مضى . { وَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ } أي : أعطيناك { مِن لَّدُنَّا } أي : من عندنا { ذِكْراً } يعني القرآن ؛ { مِّن أَعْرَضَ عَنْهُ } أي عن القرآن ولم يؤمن به { فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وزْراً } قال مجاهد : إثماً . { خَالِدِينَ فِيهِ } قال الحسن : في ثواب ذلك الوزر ، وهو النار . { وَسَآءَ لَهُمْ } أي وبئس لهم { يَوْمَ القِيَامَةِ حِمْلاً } أي : ما يحملون على ظهورهم من الوزر . وهو قوله : { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } [ الأنعام : 31 ] . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا كان يوم القيامة بعث الله مع كل امرئ عمله ؛ بعث مع المؤمن عمله في أحسن صورة رآها قط ، أحسنه حسناً ، وأجمله جمالاً ، وأطيبه ريحاً . لا يرى شيئاً يخافه ، ولا شيئاً يروعه إلا قال : لا تخف وأبشر بالذي يسرّك ، لا والله ما أنت الذي يُراد ، ولا أنت الذي يُعنى . فإذا قال له ذلك مراراً قال له : من أنت ، أصلحك الله ؟ والله ما رأيت أحسن منك وجهاً ، ولا أطيب منك ريحاً ، ولا أحسن منك لفظاً . فيقول له : أتعجب من حسني ؟ فيقول : نعم . فيقول : إني والله عملك . إن عملك والله كان حسناً . إنك كنت تحملني في الدنيا على ثقلي . وإني والله لأحملنَّك اليوم ، فيحمله . " وإنها التي يقول : { وَيُنَجِّي اللهُ الذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لاَ يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [ الزمر : 61 ] . قال : ويبعث مع الكافر عمله في أقبح صورة رآها قط ، أقبحه قبحاً ، وأنتنه ريحاً ، وأسوأه منظراً . لا يرى شيئاً يخافه ولا يروعه إلا قال له : يا خبيث ، أبشر بالذي يسوءك . أنت والله الذي يُراد ، والذي يُعنى . فإذا قال له ذلك مراراً قال له : أعوذ بالله منك ، والله ما رأيت أحداً أسوأ منك لفظاً ، ولا أقبح منك وجهاً ، ولا أنتن منك ريحاً . فيقول له : أتعجب مني ؟ فيقول : نعم ، فيقول : أنا والله عملك الخبيث ، إن عملك والله كان قبيحاً . إنك كنت تركبني في الدنيا ، وإني والله لأركبنّك اليوم . وإنها التي يقول الله : { وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ } [ الأنعام : 31 ] .