Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 31-33)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ } يعني الجبال { أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ } أي لئلا تحرك بهم . { وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً } أي : أعلاماً طرقاً { لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ } أي : لكي يهتدوا . قوله عز وجل : { وَجَعَلْنَا السَّمَآءَ سَقْفاً مَّحْفُوظاً } [ على من تحتها ] محفوظاً من كل شيطان رجيم ؛ كقوله : { وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ } [ الحجر : 17 ] وإنما كانت ها هنا محفوظاً لأنه قال عز وجل : سقفاً محفوظاً ، فوقع الحفظ فيها على السقف . وفي الآية الأخرى على السماء . قال بعضهم : سقف محفوظ ، وموج مكفوف . قوله عز وجل { وَهُمْ عَنْ ءَايَاتِهَا } أي : الشمس والقمر والنجوم { مُعْرِضُونَ } لا يتفكرون فيما يرون فيها فيعرفون أن لهم معاداً فيؤمنوا . وقد قال عز وجلّ في آية أخرى : { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الأَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ } . قوله عز وجل : { وَهُوَ الذِي خَلَقَ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } . ذكروا أن السماء خلقت مثل القبّة ، وأن الشمس والقمر والنجوم ليس منها شيء لازق بالسماء ، وأنها تجري في فلك دون السماء ، وأن أقرب الأرض إلى السماء بيت المقدس باثني عشر ميلاً ، وأن أبعد الأرض من السماء الأُبلّة . ذكروا عن عبد الله بن عمرو قال : الشمس والقمر وجوههما إلى السماء واقفاؤهما إلى الأرض يضيئان في السماء كما يضيئان في الأرض . ثم تلا هذه الآية : { أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً وَجَعَلَ القَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً } [ نوح : 15 - 16 ] . ذكروا أنه قيل لعبد الله بن عمرو : ما بال الشمس تصلانا أحياناً وتبرد أحياناً ؟ قال : أما في الشتاء فهي في السماء الخامسة ، وأما في الصيف فهي في السماء السابعة ، قيل له : فما كنا نراها إلا في هذه السماء الدنيا ، قال : لو كانت في هذه السماء الدنيا لم يقم لها شيء . ذكر بعضهم قال : إن الشمس أدنيت من أهل الأرض في الشتاء لينتفعوا بها ، ورفعت في الصيف لئلا يؤذيهم حرها . قوله : { كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ } قال مجاهد : يدورون كما يدور فلك المغزل . وقال بعضهم : يجرون كهيئة حديد الرحى . وقال الحسن : إن الشمس والقمر والنجوم في طاحونة بين السماء والأرض كهيئة فلكة المغزل يدورون فيها ؛ ولو كانت ملتزقة بالسماء لم تجر . وقال الكلبي : ( يَسْبَحُونَ ) : يجرون . وقال مجاهد في قوله عز وجل : { الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبَانٍ } [ الرحمن : 5 ] قال : حسبان كحسبان الرحى ، يعني قطب الرحى الذي تدور عليه الرحى .