Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 40-43)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { بَلْ تَأتِيهِم بَغْتَةً } يعني القيامة { فَتَبْهَتُهُمْ } مباهتة ، أي تحيّرهم { فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ } أي : ولا هم يؤخّرون . قوله تعالى : { وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم } [ أي : كذَّبوهم واستهزأوا بهم ] { مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ } . أي : العذاب الذي كانوا يكذبون به ويستهزءون بالرسل إذا خوّفوهم به . قوله : { قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم بِالّيْلِ وَالنَّهَارِ } أي : من يحفظكم { مِنَ الرَّحْمنِ } أي : هم ملائكة من الرحمن ، كقوله : { يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ } [ الرعد : 11 ] أي : هم من أمر الله ، وهم ملائكة الله ، وهم حفظاء الله لبني آدم ولأعمالهم ، يتعاقبون فيهم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ، فيجتمعون عند صلاة الصبح ، وعند صلاة العصر يحفظون العباد مما لم يقدر عليهم ويحفظون عليهم أعمالهم . ذكروا عن مجاهد قال : ما من آدمي إلا ومعه ملكان يحفظانه في ليله ونهاره ، ونومه ويقظته من الجن والإِنس والدواب والسباع والهوام والطير ، كلما أراده شيء قالا : إليك حتى يأتي القدر . وذكر بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما من آدمي إلا ومعه ملكان أحدهما يكتب عمله والآخر يقيه ما لم يقدر له . قال الحسن : هم أربعة أملاك يتعاقبونهم بالليل والنهار . قوله عز وجل : { بَلْ هُمْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِم مُّعْرِضُونَ } يعني المشركين ، هم عن القرآن معرضون . قوله عز وجل : { أَم لَهُمْ ءَالِهَةٌ تَمْنَعُهُم مِّنْ دُونِنَا } أي : قد اتخذوا آلهة لا تمنعهم من دوننا { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } أي : لا تستطيع الآلهة لأنفسهم نصراً . { وَلاَ هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ } [ أي : لا يصحبون من الله بخير في تفسير قتادة ] . وقال الحسن : يعني لا تمنعهم من الله إن أراد عذابهم . وكان يقول : إنما تعذب الشياطين التي دعتهم إلى عبادة الأصنام ولا تعذب الأصنام . { لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ } يقول : لا تستطيع تلك الأصنام نصر أنفسها إن أراد أن يعذبها . { وَلاَ هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ } قال الكلبي : يقول : ولا من عبدها منا يُجارون .