Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 21, Ayat: 46-47)
Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله عز وجل : { وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ } أي عقوبة { مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ } يعني النفخة الأولى التي يهلك بها كفار آخر هذه الأمة بكفرهم وجحودهم { لَيَقُولُنَّ } أي إذا جاءهم العذاب : { يَاوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } . وهي مثل الآية الأولى التي في سورة الأعراف : { فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمُ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا } أي عذابنا { إِلآ أَن قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ } [ الأعراف : 5 ] . قوله تعالى : { وَنَضَعُ المَوازِينَ القِسْطَ } أي العدل { لِيَوْمِ القِيَامَةِ } . ذكر الحسن " أن عائشة رضي الله عنها قالت : يا رسول الله ، هل يذكر الرجل حميمه يوم القيامة ؟ فقال : ثلاثة مواطن لا يذكر الرجل فيها حميمه : عند الميزان حتى ينظر أيثقل ميزانه أم يخف ، وعند الصراط حتى ينظر أيجوز أم لا يجوز ، وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ صحيفته أم بشماله " . قوله عز وجل : { فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً } أي : لا ينقص المؤمن من حسناته ولا يزاد عليه من سيئات غيره ، ولا يزاد على الكافر سيئات غيره ولا يجازى في الآخرة بحسنة قد استوفاها في الدنيا . قال : { وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } أي : عالمين . وقال الحسن : لا يعلم مثقال الذرِّ والخردل إلاَّ الله ، ولا يحاسب العبدَ إلا هو . " ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يأكلون طعاماً فنزلت هذه الآية : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } [ الزلزلة : 7 - 8 ] . فأمسك أبو بكر وقال : يا رسول الله ، ما من خير عملته إلا رأيته ، ولا شراً عملت إلا رأيته ؟ فقال : يا أبا بكر ، أما ما رأيت مما تكره في الدنيا فمثاقيل الشر ، وأما مثاقيل الخير فتلقاك يوم القيامة ، ولن يهتك الله ستر عبد فيه مثقال ذرة من خير " . وقال بعضهم : وبلغني في الكافر أنه ما عمل من مثقال ذرة خيراً يره في الدنيا ، وما عمل من مثقال ذرة شرّاً يره في الآخرة . ذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يا أيها الناس لا تغترّوا بالله ، فإن الله لو كان مغفلاً شيئاً لأغفل الذرة والبعوضة والخردلة " .