Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 21, Ayat: 97-98)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله عزّ وجلّ : { وَاقْتَرَبَ الوَعْدُ الحَقُّ } أي : النفخة الآخرة { فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الذِينَ كَفَرُوا } أي إلى إجابة الداعي إلى بيت المقدس . { يَاوَيْلَنا } أي يقولون : يا ويلنا { قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا } يعني تكذيبهم بالساعة { بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ } أي : لأنفسنا . قوله عز وجل : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } أي : يُحصَب بهم فيها { أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } أي : داخلون في تفسير الحسن يعني الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة الأوثان ، لأنهم بعبادتهم الأوثان عابدون للشياطين ، وهو قوله عزّ وجل : { أَلَم أعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ } [ يس : 60 ] . قال الكلبي : " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام مقابل باب الكعبة ثم قرأ هذه الآية ، فوجد منها أهل مكة وجداً شديداً . فقال ابن الزّبعرى : أرأيت هذه الآية التي قرأت آنفاً ، أفينا وفي آلهتنا خاصة أم في الأمم وفي آلهتهم معنا ؟ قال : لا ، بل فيكم وفي آلهتكم ، وفي الأمم وآلهتهم . فقال : خصمتك وربّ الكعبة . قد علمت أن النصارى يعبدون عيسى وأمّه ، وأن طائفة من الناس يعبدون الملائكة . أفليس هؤلاء مع آلهتنا في النار ؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحكت قريش وضجّوا " فذلك قول الله عزّ وجلّ : { وَلَمَّا ضُربَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } [ الزخرف : 57 ] أي : يضحكون { وَقَالُوا } يعني قريشاً : { أآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } [ الزخرف : 58 ] . وقال ها هنا في هذه الآية وفي جواب قولهم : { إِنَّ الذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } يعني عيسى والملائكة . وقال بعضهم : إن اليهود قالت : ألستم تزعمون أن عزيراً في الجنة وأن عيسى في الجنة ؟ وقد عُبِدا من دون الله . فأنزل الله : { إِنَّ الذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ } . فعيسى وعزير ممن سبقت لهم الحسنى ، وما عبدوا من الحجارة والخشب والجن وعبادة بعضهم بعضاً وكل ما عبدوا ، حصب جهنم . ذكروا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الشمس والقمر ثوران عقيران في النار " . وقال بعضهم : ألستم تقرأون : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ } قال : أظنهم يمثلان لمن عبدهما في النار ، يوبَّخُون بذلك . وفي كتاب الله عز وجل : إن الشمس والقمر يسجدان لله ، وهو قوله عز وجل : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ } [ الحج : 18 ] . ذكروا عن عبد الله بن عمر قال : إن الشمس تطلع من حيث يطلع الفجر ، وتغرب من حيث يغرب الفجر . فإذا أرادت أن تطلع تقاعست حتى تضرب بالعمد ، وتقول : يا رب إني إذا طلعت عُبِدت دونك ، فتطلع على ولد آدم كلهم ، فتجري إلى المغرب ، فتسلّم ، ويرد عليها ، وتسجد فينظر إليها ، ثم تستأذن فيؤذن لها حتى تأتي بالمشرق ، والقمر كذلك ، حتى يأتي عليها يوم تغرب فيه ، فتسلّم فلا يُرَدّ عليها ، فتسجد فلا ينظر إليها ، ثم تستأذن فلا يؤذن لها . فتقول : يا ربّ إن المشرق بعيد ولا أبلغه إلا بجهد ، فتحبس فلا يؤذن لها ، ثم يقال لهما : ارجعا من حيث جئتما ، فيطلعان من المغرب كالبعيرين المقرونين ، وهو قوله عز وجل : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلآ أَنْ تَأتِيَهُمُ المَلآئِكَةُ } أي بالموت { أَوْ يَأتِيَ رَبُّكَ } أي بأمره { أَوْ يَأتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً } [ الأنعام : 158 ] وهو طلوع الشمس من المغرب .