Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 17-20)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { إِنَّ الذِينَ ءَامَنُوا وَالذِينَ هَادُوا } أي : اليهود تهوّدوا { وَالصَّابِئِينَ } هم قوم كانوا يعبدون الملائكة ، ويقرأون الزبور { وَالنَّصَارَى } أي : تنصرّوا . وإنما يقال لهم نصارى لأنهم كانوا بقرية يقال لها ناصرة . { وَالمَجُوسَ } وهم عبدة الشمس والقمر والنار { وَالذِينَ أَشْرَكُوا } أي : عبدة الأوثان { إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ } أي : فيما اختلفوا فيه في الدنيا ، فيدخل المؤمنين الجنة ، ويدخل جميع هؤلاء النار ، على ما أعد لكل قوم ، وقد ذكرنا ذلك في سورة الحجر في قوله تعالى : { لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ } [ الحجر : 44 ] . قوله : { إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } أي : شاهد على كل شيء ، وشاهد كل شيء . قوله : { أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ } يعني أن جميع من في السماوات يسجدون له ، وبعض أهل الأرض ، يعني الذين يسجدون له وكان الحسن لا يعدّ السجود إلا من المسلمين ، ولا يعدّ ذلك من المشركين . وقال مجاهد : يسجد المؤمن طائعاً ويسجد كل كافر كارهاً . { وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ } كلها { وَالجِبَالُ } كلها { وَالشَّجَرُ } كلها { وَالدَّوَآبُّ } كلها . ثم رجع إلى صفة الإِنسان فاستثنى فيه فقال : { وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ } يعني المؤمنين { وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ العَذَابُ } يعني من لم يؤمن . قال الله عز وجل : { وَمَن يُهِنِ اللهُ } فيدخله النار { فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ } فيدخله الجنة { إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَآءُ } . قوله : { هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ } . قال بعضهم : اختصم المسلمون وأهل الكتاب فقال أهل الكتاب : نبيُّنا قبل نبيّكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن خير منكم . وقال المسلمون : كتابنا يقضي على الكتب كلها ، ونبينا خاتم النبيين ، ونحن أولى بالله منكم ، فأفلج الله أهل الإِسلام فقال : { هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ … } إلى آخر الآية ، وقال : { إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً … } إلى آخر الآية . ذكروا عن الحسن في قوله : { هذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا } قال : أهل الكتاب خصم والمؤمنون خصم ؛ اختصموا ، يعني جماعتهم ، كل مؤمن وكافر إلى يوم القيامة قد اختصموا في الله وإن لم يلتقوا في الدنيا قط لاختلاف الملتين . أما المؤمن فوحد الله وعمل بفرائضه فأخبر الله بثوابه ، وأما الكافر فألحد في الله وعبد غيره ، فأخبر الله بعقابه . وقال بعضهم : نزلت في ثلاثة من المؤمنين وثلاثة من المشركين الذين تبارزوا يوم بدر . فأما الثلاثة من المؤمنين فعبيدة بن الحارث ، وحمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم . وأما الثلاثة من المشركين فعتبة بن ربيعة ، وشيبة بن ربيعة ، والوليد بن عتبة . قوله : { فَالذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ } . وقال في آية أخرى : { سَرَابِيلُهُم } أي : قمصهم { مِّن قَطِرَانٍ } [ إبراهيم : 50 ] قال الحسن : القطران الذي يطلى به الإِبل . وقال مجاهد من صفر . قال الحسن : وهي من نار . قوله : { يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الحَمِيمُ } وهو الحار الشديد الحر . { يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالجُلُودُ } أي : ويحرق به الجلود . وقال الحسن : أي : يقطع به . وقال مجاهد : يذاب به . وقال الكلبي : ينضج به . وهو كله نحو واحد . قال تعالى : { كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُم } [ النساء : 56 ] وقال : { ذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيقِ } [ أل عمران : 181 ] .