Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 22, Ayat: 30-33)

Tafsir: Tafsīr Furāt al-Kūfī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِندَ رَبِّهِ } قال مجاهد : الحرمات : مكة والحج والعمرة ، وما يخفى الله عنه من معاصيه كلها . قوله : { وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ } في سورة المائدة ، أي : من { المَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الخِنْزِيرِ وَمَآ أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ وَالمُنْخَنِقَةُ وَالمَوْقُوذَةُ وَالمُتَرَدِّيَةُ والنَّطِيحَةُ وَمَآ أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ } [ المائدة : 3 ] وقد فسّرنا ذلك في سورة المائدة . قوله : { فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ } يقول : اجتنبوا الأوثان فإنها رجس . { وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } الكذب على الله ، يعني الشرك . قال : { حُنَفَآءَ لِلَّهِ } أي : مخلصين لله ، وقال بعضهم : حجّاجاً لله مخلصين . { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } . قوله : { وَمَن يُشْركْ بِاللهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَآءِ } أي : سقط من السماء ، أي : من البعد من الله { فَتَخْطفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ } أي : في مكان بعيد . قال الحسن : شبه الله أعمال المشركين بالشيء يخر من السماء فتخطفه الطير فلا يصل إلى الأرض ، أو تهوي به الريح في مكان سحيق ، أي : بعيد ، فيذهب فلا يوجد له أصل ، ولا يرى له أثر . يعني أنه ليس لأعمال المشركين عند الله قرار لهم به عنده خير في الآخرة . قوله : { ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَآئِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى القُلُوبِ } تفسير مجاهد : استعظام البدن واستسمانها واستحسانها . ذكروا أن رجلاً سأل ابن عمر عن أعظم الشعائر فقال : أوفي شك أنت منها ، هذا أعظم الشعائر ، يعني البيت . وتفسير الحسن { شَعَائِرَ اللهِ } يعني دين الله كله . قوله : { لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمّىً } ذكر عطاء عن ابن عباس قال : الأجل المسمى إلى أن تُقَلَّد وتُشْعَر ، وهي البُدْن ينتفع بظهرها ويستعان بها . { ثُمَّ مَحِلُّهَآ } أي : إذا قلدت وأشعرت { إِلَى الْبَيْتِ العَتِيقِ } . وقال مجاهد أيضاً : هي البدن ينتفع بها حتى تقلد . ذكروا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يسوق بدنة فقال : اركبها ، قال : إنها بدنة ، قال : اركبها ، قال : إنها بدنة ، قال : اركبها ويحك " . ذكر عطاء قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمل على بدنته العقب " . ذكروا " أن جابر بن عبد الله سئل عن ركوب البدنة فقال : سمعت رسول الله يقول : اركبها بالمعروف حتى تجد ظهراً " . ذكروا عن هشام بن عروة عن أبيه قال : البدنة إن احتاج سائقها فإنه يركبها غير فادح ، ويشرب من فضل فصيلها . ذكروا عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشعر بدنته من جانب السنام الأيمن ، ثم سلت عنها الدم ، ثم قلّدها نعلين " . ذكروا عن ابن عمر أنه أشعر الهدي من جانب السنام الأيسر ، إلا القلوصين الصعبين فإنه كان يطعنهما بالحربة ، هذا من الأيمن وهذا من الأيسر . قوله تعالى : { ثُمَّ مَحِلُّهَآ إِلَى البَيْتِ العَتِيقِ } . ذكروا عن عطاء قال : كل هدي دخل الحرم ثم عطب فقد بلغ محِلّه إلا هدي المتعة فإنه لا بد أن يهرق دماً يوم النحر . وروى بعضهم عن عطاء قال : إلا هدي المتعة وهدي المحصر بالحج . ذكروا عن عائشة أنها قالت : إذا عطب الهدي فكلوه ، ولا تدعوه للكلاب والسباع ؛ فإن كان واجباً فاهدوا مكانه هدياً آخر ، وإن لم يكن واجباً فإن شئتم فاهدوا ، وإن شئتم فلا تهدوا . ذكروا عن ابن عباس " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بالبدن مع رجل ، وأمره فيها بأمره . فلما قفّى رجع فقال : ما أصنع بما أزحف منها ؟ قال : انحرها واصبغ أخفافها في دمها ، ثم اضرب به صفحتها ؛ وربما قال اليمنى ، وربما لم يقل ، ثم لا تأكل منها أنت ولا رفقتك ، وخلِّ بينها وبين الناس يأكلونها " وهذا في التطوع . وذكر ذلك غير واحد عن ابن عباس إلا أن بعض رواة ابن عباس قال في البدنة التطوع إذا أصيبت : ينحرها ويجعل أخفافها في دمها ولا يأكل منها . وذكر مجاهد عن ابن عباس قال : إذا أكلت من التطوع فأبدل .